الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

4:05 مساءً

أهم اللأخبار

2025-06-30 4:05 مساءً

قال المثقف : إن الثقافة العربية مهددة بالاغتراب والاندثار

01

عبداللطيف البشكار

شاعرنا .. يرى الحكم النقدي على تجربة شاعر لا تكون من نص واحد جادت به قريحته بل علينا الاطلاع على كل نتاجه و إذا تعمقنا في التراث العربي وليكن من عصر المعلقات هي قصائد تميزت لفحول الشعراء ولا يعني أن ما قالوه بعدها نفاها وكذا في العصور اللاحقة الأموي والعباسي والأندلسي والحديث ..بل هناك من يرى أن بعض الشعراء عرفوا بنص أو اثنين فقط كان لها الأثر الجوهري في ذيوع شهرتهم وما قالوه بعدها بقي طي النسيان والخلاصة ليس تماما أن يحدث الانتفاء وهذا يرجع إلى الشاعر وخصوصية تجربته .قال إن ما يدفعه لكتابة قصيدة هي حالة القلق والتأثر الفكري الوجداني التي تسيطر على الوجدان فلا يمكن إطفاؤها إلا بالفضفضة .. قوة رهيبة لا يمكن مقاومتها فيحدث التفريغ العشوائي لتلك الشحنات وقد يكون هذا التفريغ مشوشا وغامضا .. فتبقى القصيدة مقفلة ويتعثر وصولها وأثرها ويعتمد نجاح التوهج على عوامل عديدة ومتداخلة .. هي عملية معقدة جدا تتضافر فيها ملقحات التكوين لينبلج البوح .

إنه المتلبس بالآداب منذ صغره المحب لعمق الحضارات التي مرت بالوطن وتعمقت ترابه حتى أنه تجول في رحلة متحف الديناصورات في نالوت وعنون كاتبا الموضوع الذي أهمه فكان العنوان مثبتا بعد ذلك وتعود التسمية له (( نالوت تكتب التاريخ الطبيعي للأرض )) .. وفي خلاصة كتابته الخبر المطول عن المتحف قال : يستقبل آلاف الزوار سنويا ومن الجوانب المهمة التي يقوم بها أنه يمثل مركز ومصدر للأبحاث العلمية في مجال البحث العلمي الجيولوجي وتاريخ الأرض الطبيعي ويكشف خفايا جديدة عن نشأة الأرض والعصور المتوالية حتى العصر الحجري .. ويمثل المتحف إضافة إلى ذلك أنه منتدى ثقافي وسياحي ترفيهي …

إنه عبداللطيف البشكار شاعر وناقد أدبي ليبي من جيل الثمانينات الشعري الذي تميز بالجرأة النصية والتجديد وكسر العمود الخليلي زيد بمدينة الزاوية عام 1962 م وفيها ترعرع واستكمل دراسته الأساسية بمنطقتين فحتى الصف الثالث احب مدرسته الركينة عام 1970 ثم بانتقال العائلة لقرية الحرشة في الزاوية أيضا انتقل من مدرسته إلى أخرى استكمل فيها الابتدائي والإعدادي 1976 وتميز بقدراته الفذة في اللغة والقراءة المتمكنة .. تحصل على دبلوم خاص معلمين عن معهد محمد كامل مصطفى عام 1987 م ليدخل سلك العمل في التدريس ولكنه لم يتوقف عند دبلوم المعلمين فكافح ليتم دراسته ويحصل على الشهادة الثانوية العامة من القسم العلمي عام 1983م ويلتحق بكلية الآداب قسم لغة عربية ودراسات إسلامية مجتهدا مثابرا وتوجت دراسته بتحصله على الليسانس من جامعة الفاتح ( طرابلس حاليا ) عام 1987 م .. منذ وعيه ومن حوله بموهبته الأدبية الفذة وقدراته العميقة لفهم الكتابة سواء الشعرية أو النقدية شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات والأماسي والأصابيح الأدبية التي أكدت وجوده بين عمالقة الأدباء والكتاب في ليبيا كافة وفي مدينته الزاوية خاصة .. وهذا مقتطف من أحد أعماله المهمة معنون ..

«إرهاصات تجربة شعرية جديدة في نصَّيات المهدي الحمروني» طرحه على مسامع حضور مثقف في المدينة القديمة . طرابلس .. في حوش إسكندر .. أثناء انعقاد صالون الشاعرة حنان محفوظ الأدبي .. قال :

عن تجربة الشاعر المهدي الحمروني إنها (أي التجربة) تنأى عن الصراعات والصرعات، وتحتكم إلى زمن لغوي ظلَّ نسيًا منسيّا، فأحياه بعصرية مدهشة، بآليات شعرية خلقت وجودها الفني من وراء اللغة، وهو ما يؤيد أن الشاعر يخلق معجمه اللغوي بحدسه الذاتي إذا تحققت له الشعرية التي تقود المتلقي إلى المتعة واللذة، ومن ثمَّ تتكشّف الجماليات النصية، ويبدو هذا صارخًا في نصوصه التي تميزت بخصوصية جاذبة ومغرية للمتلقي ، فشعره مسكون بنداء التواصل مع الآخر، وهاجس الاختلاف.

نشر نتاجه الشعري والنقدي في أغلب الدوريات الصحفية والأدبية الليبية، وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات والحوارات وعلى مدى ثلاثين عاما شارك البشكار بفاعلية في العديد من المسابقات الأدبية عبر المدن الليبية مثل مهرجان جمعية مزدة أصدقاء التراث 1990 واحتفالية مرور مائة عام على صدور أول ديوان للشعر الليبي وساهم في عدة أمسيات ضمن فعاليات معرض طرابلس للكتاب .. كما نال عديد الجوائز وشارك في العديد من الندوات الفكرية والأدبية والمناشط الثقافية والفنية فهو ذاك الأديب المهموم المهتم بدراسة ونقد الفنون التشكيلية أيضا .. من أعماله المهمة التي نشرت عبر موقع أنطولوجيا وكان لها صداها في الوسط الثقافي دراسة نقدية مهمة عنونها (( المقدمة البيان )) جاء في مقتطف منها مهم :

لا أُجزمُ بنظرٍ مطلقٍ كما لم يُجزم فلاسفة النقد بمفهوم مطلق للشعرية أو الأدبية، فمنذ أربعينيات القرن العشرين تساءل الفيلسوف الوجودي “جان بول سارتر” عن مهمة الكتابة قائلًا: ((ما الكتابة؟ ولماذا نكتب؟ ولمن نكتب؟)) وتتكرر هذه التأملات التساؤلية ، فيدلي كل مفكر وفيلسوف وناقد بقوله، ومهما اختلفوا في كيفية الولوج إلى الغاية المأمولة من الكتابة وجنسها فإنهم جميعًا يتفقون على أن الغاية هي تحقيق اللذة الجمالية.

إن الشعر جنس أدبي فني لا يخضع للتقعيد والالتزام، لأن الشعراء لا يعرضون حقائق وثوابت فالشعر ((كالرسم والنحت والموسيقى لا يقبل الالتزام البحث عن الحقيقة لا يتم باستخدام اللغة كأداة، وليس هذا شأن الشاعر، إذ الكلمات لديه عوالم صغيرة يخدمها بدل أن يستخدمها)) فالشعراء أقوامٌ يترفقون باللغة أن تكون نفعية وليس هدفهم استعراض الحقائق أو برهنتها.

الشاعر المُقَنْقِنُ (أي الرائي أو المهندس الذي يعرف وجود الماء تحت الأرض) 

يستلهم رؤيا الأنبياء، ويعتزل القوم ليبني وعيه الذاتي؛ لأنه كلما تدافع بحضوره المجتمعي تعرت بواطنه، وانحدر إلى تأطير شعره مجرورًا بدولاب الجمهور، ولا شعوريًّا يؤاخي ما ألفته الجماعة مما يجعل نتاجه مكرورًا فاقدًا للجدّة.

الشاعر المهدي الحمروني اعتزل القوم رَدحًا من الزمن في خلوته التأملية، شأنه في ذلك شأن أهل التّجلي والرّجاء، وعلى خُطىٰ المفكرين والفلاسفة والمبدعين ظَلَّ يُغذي عقائر الإلهام المستوطنة في كيانه الشعري والشعوري وقراءتنا للحمروني هي بمثابة إشهار بيان إبداعي تَمرُّدِي للشعرية العربية الجديدة المتوثّبة، وتعزيزًا واستكمالًا لبيانات الإبداع والمبدعين من الشعراء الذين فتحوا منفذًا جديدًا في الشعرية العربية المعاصرة، ويمثلهم بيان مقدمة الديوان الأول للشاعر اللبناني أنسي الحاج، الذي يحمل عنوان : “لن” 1960م تزامنًا مع السِّجال الذي أضرمته مجلة “شعر” ويعد هذا البيان بمثابة الثورة الشعرية المتمردة الهادمة لقواعد الشعر العمودي، وولادة قصيدة النثر العربية، وممّا ورد في هذا البيان: ((يجب أن أقول أيضًا إن قصيدة النثر وهذا إيمان شخصي قد يبدو اعتباطيًّا عمل شاعر ملعون، الملعون في جسده ووجدانه، الملعون يضيق بعالم نقي إنه لا يضطجع على إرث الماضي، إنه غاز، وحاجته إلى الحرية تفوق حاجة أي كان إلى الحرية، إنه يستبيح المحرمات ليتحرر )).

من آرائه المهمة حول حاجة الشاعر الليبي لترجمة أعماله للغات أخرى يرى أن النقل والمشاركة والانفتاح على تجارب عالمية هو اثراء للتجربة وتأخر ترجمة الشعر يرده لأسباب موضوعية تتعلق بحسب رأينا بظهور حاجة المتلقي العربي إلى المنقول الشعري، أو لأن العرب كانوا يفخرون بشعرهم على سائر الأمم ، وربما لعامل الذوق الذي بدا في الشعر أكثر اهتماما منه عن سائر الفنون الأخرى أو لأن في ترجمة الشعر تضحية بالجهد والوقت أكثر مما في غيرها من الفنون أو لصعوبة ترجمته والمبدع الذي غذى تجربته بثقافات متنوعة تكون نتاجاته أكثر توهجا ورصانة من الذي اكتفى ببيئته المحليه وحاجة الشاعر المجدد للتلاقح من ثقافات الأمم المختلفة جوهرية فلولا الترجمة لما عرفنا الأليادة والأوديسة لهوميروس ولولاها لما عرفنا رباعيات الخيام ومسرحيات شكسبير وجماليات رامبو ومالارميه ولوركال وطاغور وناظم حكمت ورائعة هوجو البؤساء ومئة عام من العزلة لماركيز وغيرهم .. والترجمة تبقى عملية تقريبية لفهم المعنى المقصود من لغة إلى أخرى عامة .. وهي مقاربة لنقل النص الإبداعي من لغة إلى أخرى وفي أجناس الإبداع الأدبي هي نقل للمعنى وليس للنص الإبداعي .. والشاعر والناقد الكبير واسمه الكامل عبداللطيف البشكار أبو دربالة كوديخا ابن قرية أولاد الأزمرلي في مدينة الزاوية أثرى المكتبة الأدبية الليبية بعديد إصداراته التي نأمل ازديادها في عمره المديد بالصحة والعافية وحتى الآن أثناء متابعتنا سيرته الأدبية عبر المنصة الليبية الإخبارية علمنا أن ثلاثة دواوين شعرية صدرت للبشكار عن وزارة الثقافة والمجتمع المدني :

_ ”صوت الجثة“ 2008

_  ”طفل اللوعة“ 2012

_ ”المصفوفة “2013

_ إقرأ أنانا هوكم 2014.

وله العديد من المخطوطات التي سترى النور قريبا بإذن الله في مجال النقد الأدبي ( مقالات ) ودراسات أدبية ودواوين شعرية .. حقيقة ونحن نبحث عنه استوقفتنا آراؤه الثورية حيال الأمور الاعتيادية التي يتناولها المثقفون جميعهم وقد نقفز لإجاباتهم قبل أن ينطقون بها إلا هو كان في كل ما قرأنا له وعنه مختلف وهذا دعاني لاستقطاع جزء من لقاء أجرته معه صحيفة الصباح الورقية الإلكترونية مقتبسة دون تصرف مني ما كان بينه وبين المحاور :

يرى بعضهم أنك غير طبيعي ..هل تعتقد أنك على صواب ؟

في الإبداع والنقد الرصين لا يكون هكذا سؤال فالشاعر حالم يسبح في فراديس الخيال والجمال يستلهم من سر الحدث وينمق الأسطورة فكيف يكون هذا طبيعيا الشعر لا يخاطب العقل بل يسبقه بخطوة ويمهد له ويفجر حزم العواطف ويلطف توحش الشهوة وفي فلسفات نقدية لا حصر لها ولم ترسو على شاطئ خلصت في نظرية التلقي الى توحد الشعر والنقد وان المتلقي يشارك المبدع في النص لهذا ظهرت الفراغات والبياض في الشعر أخلص للقول بأن التجريب اجتراح عاصف ومغامرة للكشف والاكتشاف وأناناهوكم ربما نص سبق أوانه أو لم يكن هذا المتلقي المناسب .. وليست بغريبة  السخرية من الشعراء والعلماء في مجتمعات رازحة في قيود الجهل .

   من اين جئت الى عالم الشعر ؟

لا أدعي الكرامات وإنما ثقافة التنوع والانفتاح على كل الثقافات والعمق المعرفي تمثل مغذيات أساسية  للتجربة وهي دراية حثيثة بكل المذاهب والحركات الثقافية والفلسفات عبر التاريخ المكاني والزماني والوجداني .

هل وجدت اعمالك الاهتمام النقدي والإعلامي داخل ليبيا أم أنك مهمش ؟

بالنظر لعمر التجربة لم أحظي بالاهتمام الداخلي سوى الدعوات لحضور الأمسيات والندوات ولا أنكر فضل وزارة الثقافة بإصدارها ثلاثة دواوين لي لكن حركة النقد في ليبيا تكاد تكون منعدمة أصلا سواء معي أو حتى مع الآخرين .

ما رأيك في من يسلط عليهم الضوء الإعلامي في ليبيا من شعراء وشاعرات ؟

لا يهم فالنص هو سلطان الحضور للتلقي والمتلقي النقي المثقف الحقيقي الذي يقدر الإبداع حق قدره أنا في تلك العقود لم أسعى وراء الشهرة والأضواء ولاحقتني لعنتها إلى هذا اليوم وأنوه أن غرض الشعر لما بعد بعد الحداثة بتكرار بعد يكاد يتلاشى إنه يخدم الجمال متحررا من كل الأغراض التقليدية من مديح وهجاء وغزل ووصف الأمر أبعد وأعمق من ذلك بكثير .

هل يوجد نقاد في ليبيا أم أن من يدعون النقد هم مجرد كتاب صحافة يرتزقون من قراءات صحفية بعيدة عن النقد العلمي؟

هناك نقاد ولم يتأتى النقد الرصين الأكاديمي الملم بآخر النظريات الجديدة نقدنا لا يزال انطباعي . (( انتهى الاقتباس))

قراؤنا الأعزاء لأننا عرجنا خلال سردنا قصة قصيرة عن حياته العامرة بالعطاءات الأدبية متخيرين مقتطفات من المقالات والدراسات نختم ما جمعنا عن الأديب المفوه بأبيات من قصيدته السيمفونية //

تماثيل من

دهاء الشفق

تؤنب إحساسي

تلطم ذاكرتي

أراها تكسي

مشاعل احتراقي

وأنحت من صلابة الحيرة

أنفاق فجري.

تتخبط روحي

في أشراك المتاهات المغرية ..

تتهاوى في

دياجير اللذة المرنّقة ..

تسري في دمي

عروق التفاح.

ها أنا رعد

يحتطب بروق اشتعالات جديدة ..

قطعت فيافي الذكرى

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة