الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-07-01

3:07 مساءً

أهم اللأخبار

2025-07-01 3:07 مساءً

الجمعية الليبية لسجناء الرأي تكرّم “سجين القصيدة”

الجمعية الليبية لسجناء الرأي تكرّم "سجين القصيدة"

نظّمت الجمعية الليبية لسجناء الرأي أمسية شعرية مميزة لتكريم الشاعر والمناضل عبد الرحمن الشرع، المعروف بلقب “سجين القصيدة”، مساء أمس السبت ، وذلك في فضاء القبة الفلكية بالعاصمة طرابلس، بمشاركة نخبة من المهتمين بالأدب وحقوق الإنسان، في لقاء استحضرت فيه الذاكرة الوطنية وقيم الكلمة الحرة.

حملت الأمسية طابعًا وجدانيًا وإنسانيًا، حيث أُلقيت مختارات من قصائد الشرع التي وثّق من خلالها تجربته في السجن، والتي تميزت بتناولها لقضايا الحرية والثورة والمقاومة السلمية، ما أكسبها صدى واسعًا في الأوساط الأدبية والشعبية. ورغم أن الشاعر لم ينشر أي ديوان شعري، فإن نصوصه القليلة المتناثرة في الصحف والمنصات، تنضح بروح شاعر وهب نفسه لقضايا الإنسان، وكتب من زنزانته قصائد لم تولد إلا من رحم العزلة، والحنين، ووجع الانتظار الثقيل لضوءٍ لا يأتي.

وُلد عبد الرحمن الشرع في مدينة الزاوية الغربية يوم 9 فبراير 1947، ونشأ في بيئة أدبية مثقفة، حيث كان لوالده، الشيخ محمد الشرع، الذي درس بالأزهر الشريف، أثر كبير في تشكيل وعيه الشعري المبكر. درس في الزاوية ثم انتقل إلى بنغازي، حيث التحق بكلية الاقتصاد والتجارة وتخرج في عام 1972 بدرجة البكالوريوس في المحاسبة.

بدأت تجربته الشعرية في ستينيات القرن الماضي، متأثرًا برموز الشعر الحديث مثل بدر شاكر السيّاب وعبد الوهاب البياتي، وكان يعتبر الشعر نافذته على الذاكرة والتاريخ. يقول: “حفظت ديوان (كلمات لا تموت) للبياتي، وديوان (مدينة بلا قلب) لحجازي، وكان الشعر اتكاءً على نخلة متعبة في عفوان الموت.”

اعتُقل الشرع عام 1973 ضمن حملة شملت عددًا من الأدباء والكتاب، وقضى في السجن نحو 15 عامًا قبل أن يُفرج عنه في 3 مارس 1988 في ما عُرف حينها بحدث “أصبح الصبح”. وقد مثّل الشعر له خلال محنته طوق نجاة وصوتًا داخليًا لا يُقمع، حيث كتب عن آلام السجناء والمنفيين والمنسيين، بلغة سلسة نابضة بالحزن والحنين، وصور شعرية تحاكي الأحاسيس لا المشاهد.

وجاء هذا التكريم في إطار مبادرة أطلقتها الجمعية الليبية لسجناء الرأي للاحتفاء برموز الكلمة الحرة، الذين شكّلت كتاباتهم جزءًا من الذاكرة الوطنية، ورسّخت قيم النضال السلمي في وجه القمع والاستبداد، وسط دعوات لمزيد من العناية بالأصوات التي لم تصدر دواوين لكنها تركت أثرًا في الضمير الثقافي الليبي.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة