في إطار المشهد الإقليمي المتوتر الذي تفرضه الحرب المستمرة في قطاع غزة، أطلق عدد من القادة العرب والأفارقة تحذيرات شديدة اللهجة خلال مشاركاتهم وتصريحاتهم على هامش القمة العربية ال34 في بغداد، مؤكدين أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني يرتقي إلى جريمة إبادة جماعية، فيما دعوا إلى إعادة ترتيب الملفات الإقليمية وعلى رأسها الملف السوري.
مصر: لا سلام دون دولة فلسطينية
من جانبه، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة هو “جرائم ممنهجة وممارسات وحشية تهدف إلى طمسه وإبادته وإنهاء وجوده في القطاع”.
وأكد السيسي أن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط سيظل “بعيد المنال” حتى في حال نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، ما لم يتم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على أساس قرارات الشرعية الدولية.
وفيما يتعلق بالتصعيد في غزة، وجه السيسي دعوة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، مطالبًا إياه ببذل جهود فعلية وممارسة ضغط مباشر لوقف إطلاق النار في القطاع.
أما في الملف السوري، فقد دعا الرئيس المصري إلى مرحلة انتقالية شاملة في سوريا، دون أي إقصاء أو تهميش، من أجل استعادة الدولة السورية دورها واستقرارها ووحدتها.
فلسطين: مشروع استعماري يهدف إلى إنهاء الدولة الفلسطينية
وفي خطاب يحمل نبرة تحذيرية، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الاجتماع العربي يأتي في وقت “تتعرض فيه القضية الفلسطينية لمخاطر وجودية”، محذراً من أن ما يجري في قطاع غزة من “جرائم إبادة وتدمير وتجويع”، إلى جانب التضييق على وكالة الأونروا، والقتل والتهجير والاستيطان في الضفة الغربية والقدس، يشكل جزءاً من “مشروع استعماري” يسعى لتقويض حلم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ودعا عباس إلى تبني خطة عربية موحدة لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق السلام الشامل، مشدداً على ضرورة تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها المدنية والأمنية في غزة، في إشارة إلى ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني.
كما طالب بتسليم حركة حماس، وباقي الفصائل الفلسطينية، السلاح إلى السلطة الفلسطينية، بما يمهد الطريق لتوحيد السلطة الوطنية الفلسطينية على كافة الأراضي.
كما دعا الرئيس إلى إطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي بمدة زمنية محددة لتنفيذ حل الدولتين وتشييد الدولة الفلسطينية والاعتراف الدولي بها وفق قرارات الشرعية الدولية
وجدد التأكيد على استعداده إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل كما جرى سابقاً، فور توفر الظروف الملائمة في غزة والضفة والقدس
وقال عباس في ختام كلمته من يريد أن يكون جزءاً من الجسم الفلسطيني ككل لا بد له من أن يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني وعلى أساس برنامجها السياسي
الاتحاد الأفريقي: إبادة جماعية بحق الفلسطينيين
أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه شعب يُقتل ويُهجّر بشكل منهجي.