اختتمت القمة العربية الرابعة والثلاثون أعمالها في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، بدعوة جماعية إلى وقف العدوان على قطاع غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، مع تجديد الرفض القاطع لأي محاولات لتهجير سكانه، وسط إجماع عربي على ضرورة إنهاء الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع منذ أشهر.
وأكد البيان الختامي للقمة أهمية الضغط الدولي على الاحتلال الصهيوني لوقف نزيف الدم الفلسطيني، في وقت أدان فيه القادة العرب الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، ودعوا إلى تسوية سياسية عاجلة للأزمة السودانية، مع تأكيد دعم جهود إعادة الإعمار في كل من غزة ولبنان.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قدم خلال القمة ما وصفها بـ”رؤية سياسية متكاملة” لحل الإشكال الفلسطيني وتحقيق المصالحة، مطالبًا بإطلاق مسار تفاوضي محدد الأجل لإنجاز حل الدولتين.
وتنوعت كلمات الزعماء العرب بين مواقف داعمة لوقف إطلاق النار، ومبادرات إنسانية، أبرزها إعلان العراق مساهمته بـ40 مليون دولار لإعمار غزة ولبنان، إضافة إلى مبادرة مصرية لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع.
الملف الليبي كان حاضراً ضمن مداولات القادة، حيث شدد المشاركون على أهمية استقرار ليبيا كعنصر حيوي للأمن القومي العربي، مشيرين إلى ضرورة دعم المسار السياسي وجهود المصالحة الوطنية، وإنهاء التدخلات الخارجية، بما يمهد لإجراء الانتخابات وتحقيق السيادة الكاملة للدولة الليبية.
كما تناولت القمة قضايا أخرى تتعلق بالأمن الغذائي، والتعافي الاقتصادي، والحقوق المائية، بالإضافة إلى 18 مبادرة عراقية تركز على إعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في دول الأزمات.
وشهدت القمة مشاركة فاعلة من قادة وزعماء الدول العربية، إلى جانب مسؤولين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية، وسط تأكيدات متكررة على أن التضامن العربي والتكامل الاقتصادي هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات المتزايدة في المنطقة.