ماجدة حسانين
ثمةَ أشياءُ كان يجب أن تنساها
حتى لا تنكسر كلّما ابتسمت..
ألَّا تردَّ على رسائل لم تُكتب
وعلى أصواتٍ لم تُنطق،
ألَّا تنتظر من أغلقوا البابَ أن يعودوا،
ولا أن تُبقي النورَ على جداول الانتظار مضاءً
كأنّهم ضلّوا الطريق.
ألَّا تشرح لمن لا يفهمون
كيف يبدو الحزنُ حين يصيرُ عادة،
كيف يُصبح الضحكُ تمرينًا شاقًا
ويصبح الشِعر كجروحٍ طريّةً لم تُخَط بعد.
ألَّا تتبعَ أثر من تحب
في الأغاني القديمة،في المقاهي،
في طعم القهوة وصوت الناي.
ألَّا تصدّق أن الوطنَ هو الأمكنة
ولا أن الخرائطَ تحفظك
فالوطنُ قد يكونُ حنجرةَ شاعر
أو صدر لم تلمسه إلا بخيالك.
ألَّا تنامَ كلّ ليلةٍ
وأنتَ تملأ رئتيك بأسمائهم
تناديهم بينك وبين نفسك
ثمّ تصحو
وتكملُ اليوم دونهم
وكأنّهم لم يكونوا الحياة.
لا تنتظرهم في النوم أو الصحو
لأنهم –ببساطة– لا يجيئون..
ولا يعتذرون.