تصاعدت الانتقادات من عدد من أعضاء مجلس النواب تجاه حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة والبعثة الأممية في ظل ما وصفوه بتدهور الأوضاع في العاصمة طرابلس واستمرار حالة الانسداد السياسي وتفاقم معاناة المواطنين.
انقسام شعبي وثلاثة مواقف
قال النائب علي رحومة إن الشارع بات منقسما إلى ثلاثة تيارات رئيسية إزاء ما يجري في طرابلس الأول يضم أنصار الحكومة والثاني يشمل فئات تعاني البطالة والفقر أو تضررت ممتلكاتهم أما التيار الثالث فيضم من يطالبون بإسقاط الحكومة ضمن آليات تحفظ كيان الدولة.
وأضاف لا يختلف عاقلان في أن حكومة الدبيبة فقدت جميع دواعي بقائها بل إن استمرارها يسرع وتيرة الانهيار.
اتهامات للحكومة والمجتمع الدولي
من جهته حمل عضو لجنة الدفاع والأمن القومي النائب علي التكبالي المجتمع الدولي مسؤولية ما وصفه بالإبقاء المتعمد على حكومة الدبيبة معتبرا أن هذا الدعم يهدف لابتزازه سياسيا.
واتهم التكبالي الحكومة بانتهاج سياسة ممنهجة للتضييق على المواطنين عبر التحكم في توزيع الوقود في المناطق الغربية والجنوبية وهو ما اعتبره محاولة لكسب أوراق ضغط سياسي.
وأشار التكبالي إلى أن شح الوقود في محطات التوزيع سببه قرارات مركزية صادرة من الحكومة في طرابلس قائلا من غير المقبول أن يستخدم لقمة عيش المواطن كورقة تفاوض أو أداة لمعاقبة مناطق لا تخضع لسلطة الدبيبة.
نقد حاد للبعثة الأممية
بدوره انتقد النائب صالح أفحيمة تصريحات المبعوثة الأممية هانا تيتيه والتي أشارت إلى عدم جاهزية ليبيا للانتخابات واعتبر أن البعثة الأممية تكرر إخفاقاتها منذ عام 2014 عبر فشلها في خلق توافق حقيقي.
وقال إن التلويح بمسارات بديلة مثل المادة 64 من الاتفاق السياسي دون توافق وطني يمثل مخاطرة واستمرارا لنهج فاشل داعيا البعثة إلى العودة لدورها كميسر لا كطرف يفرض الحلول.
من جانبه انتقد النائب جاب الله الشيباني ما وصفه بتوظيف الدين لخدمة أجندات سياسية من قبل دار الإفتاء بطرابلس برئاسة الصادق الغرياني.
واعتبر أن استخدام الدين للسيطرة على عقول الناس يهدد السلم الاجتماعي داعيا إلى إنهاء وجود الدار التي قال إنها أثقلت كاهل خزينة الدولة دون جدوى.
دعوة إلى العودة للمسار السلمي
بدورها شددت النائبة ربيعة بوراص على ضرورة التمسك بمشروع وقف إطلاق النار والمسار الأممي كضمانة لتفادي خسائر أكبر مؤكدة أن البلاد لم تعد تحتمل المزيد من النزاعات وأن العودة إلى التنمية والإعمار هو السبيل الوحيد لاستقرار دائم.
تعكس هذه التصريحات المتصاعدة حجم التوتر السياسي والانقسام في ليبيا وسط اتهامات لحكومة الوحدة بالتقصير وتسييس الخدمات وانتقادات للبعثة الأممية بتجاوز دورها الميسر في وقت يطالب فيه العديد من النواب بخارطة طريق واضحة تؤدي إلى انتخابات وطنية وحكومة موحدة تضع حدا للأزمة المتفاقمة منذ سنوات.