قلعة خولان.. قلعة أثرية تعاقبت عليها العهود بدءً من الرومان وحتى الإيطاليين، بقيت شاهدة على العديد من الأحداث، وهي أبرز معالم المنطقة التاريخية.
تسمية القلعة
ترجع تسمية قلعة خولان بهذا الاسم لقبيلة خولان اليمنية وهي قبيلة يمنية قديمة، من قحطان استوطنت ليبيا بعد الفتح الإسلامي، حيث يرى علماء الآثار أنهم شعب من شعوب “اليمن” القديم لمعاصرة “سبأ” و”معين”، وبلادهم هي من أجمل بقاع الأرض، وقد جاء ذكرهم ّفي نقوش ملوك “سبأ” باسم “خولن” لأول مرة في القرن السابع قبل الميلاد.
تقع قلعة خولان في قرية خولان، جنوب شرق مدينة الأبرق بالجبل الأخضر، وتبعد عنها حوالي 40 كيلومترًا.


بناء القلعة وترميميها
هي قلعة حصينة يُعتقد أنها بُنيت في عهد الإمبراطورية الرومانية، ثم رُممت في العهد العثماني، وطُورت في عشرينيات القرن الماضي خلال فترة الحكم الإيطالي، وأصبحت حامية لهم ويستدل على ذلك من وجود شعار الحزب الفاشستي وهو حزمة الحطب.
تتميز القلعة بموقعها الاستراتيجي على أعلى جبال المنطقة، مما أتاح لها الإشراف على المناطق المحيطة، وتضم أبراجًا في الجهات الأربعة كانت تُستخدم لوضع المدافع.


مكونات القلعة ومبانيها
تطل القلعة على إطلالة دفاعية علة الوديان والبلدة بأسرها، وتوجد بها حجرات وصالات اجتماعات وسجن.
كما توجد بجوار القلعة مجموعة من المباني يُعتقد أنها كانت تُستخدم كغرف للحراس، ولها طريق يؤدي إليها مصنوع بإتقان باستخدام الأحجار على شكل جسر وهي وعرة نوعا ما في الوصول اليها.
المنطقة المحيطة بالقلعة تزخر بالآثار، مثل قصر وورتيج، وهو حصن أثري روماني يحتوي على كنيسة يُرجح أنها تعود للقرن الرابع الميلادي.
كما توجد كهوف قديمة أسفل الهضبة التي تقع عليها القلعة، مما يدل على أن المنطقة كانت مأهولة منذ العصور القديمة.

منطقة أثرية
وغير بعيد عن القلعة يوجد مكان لحصن روماني أثري يعرف بقصر وورتيج ويتميز بوجود كنيسة في بئر رجح بعض الباحثين إلى أنها ترجع للقرن الرابع للميلاد، كما توجد أثار متفرقة في المنطقة كالآبار التي يعتقد أنها ترجع أيضا للعصر الروماني، ويوجد أسفل الهضبة التي تشرف منها القلعة كهوف قديمة وهي دليل على أن المنطقة استغلت في أزمنة قديمة.
تُعد قلعة خولان اليوم موقعًا أثريًا مهمًا يعكس جزءً من التاريخ العسكري والاستعماري لليبيا، إلا أنها لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل الجهات المعنية بالحفاظ على التراث، مما يجعلها بحاجة إلى مشاريع ترميم للحفاظ عليها كمعلم سياحي وثقافي.