كشفت صحيفة واشنطن آي عن إشراف رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة على تحويل مبلغ 400 مليون دولار إلى تركيا خلال الأسبوع الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن ثلاثة أفراد من عائلة الدبيبة قاموا بعملية التحويل عبر الخطوط الجوية الليبية على أساس شبه يومي مستغلين البنية التحتية للدولة لنقل الأموال خارج البلاد.
رحلات عائلية
وبينت الصحيفة أن العملية جرت عبر رحلات عائلية وفقًا لمصادر داخل الخطوط الجوية الليبية والجمارك التركية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لسلامتها، حيث تم تقسيم الأموال إلى شحنات يحملها أبناء إخوة وأبناء عمومة الدبيبة ومساعدين موثوق بهم.
من جانبه صرح مسؤول تركي أن تلك التحويلات لم تكن رمزية إنما “كان هذا غسيل أموال على نطاق وطني، كانت كل طائرة تحمل ملايين”.
وأفادت الصحيفة أن توقيت التحويلات يتزامن مع الانهيار السياسي في ليبيا بعد مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي مؤخرًا، والذي أعقبه موجة من الاحتجاجات الدامية والمظاهرات في طرابلس ودعوات على مستوى البلاد للإطاحة بالدبيبة.


تخصيص فلل وأراضي ومزارع
بالتزامن مع ذلك قام الدبيبة بإعادة تخصيص ثروة بطرابلس، حيث تم تخصيص العشرات من الفلل والمزارع وقطع الأراضي الراقية في أحياء طرابلس النخبوية حي الأندلس والسياحية لأقاربه، وحسب الصحيفة تتضمن إحدى التحويلات المؤكدة فيلا بقيمة 9 ملايين دولار في شارع عمر المختار أصبحت الآن باسم صهره.
علاقته بالإخوان
ورأت الصحيفة أن الدبيبة استند في مناوراته المالية إلى حظوته بالحماية من الإخوان المسلمين وخاصة حزب العدالة والبناء الليبي، وهذا ما أكسبه دعمه الأيديولوجي من بعض المسؤولين التقدميين في الولايات المتحدة وأوروبا وخاصة أولئك الذين دعموا “الحكم الإسلامي الشامل” بعد ثورات الربيع العربي.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيون مقربون من الدبيبة في أنقرة تأكيدهم أن عناصر من منظمات غير حكومية أمريكية موالية للحزب الديمقراطي استمرت في التواصل غير الرسمي مع مكتبه حتى هذا الشهر.
وقال أحد المصادر: “كانوا يعتقدون أنه قوة استقرار، أما الآن، فقد أدركوا أنه لص أنيق يحمل علمًا”.
تعليق الرحلات
وأفادت الصحيفة أنه اعتبارًا من هذا الأسبوع تم تعليق رحلة الخطوط الجوية رقم LN203 من إسطنبول وسط مراجعات داخلية تركية وضغوط من الاستخبارات الأوروبية.
وتوقع دبلوماسي عربي مقيم في روما الكشف عن المزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة مع اتساع نطاق الأدلة، مؤكدا أن الرسالة واضحة، حيث أن الدبيبة لم يفر من البلاد، بل ينهبها رحلةً تلو الأخرى.
رد الحكومة
في المقابل نفت منصة تبيان التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، ما ورد في تقرير منصة Washington Eye من ادعاءات وصفتها بالمضللة حول تحويل أموال من قبل مسؤولين ليبيين إلى الخارج.
وأكدت المنصة أن هذه المزاعم لا تستند إلى أي مصدر موثوق أو جهة رقابية معتمدة.
تحليل فني متخصص
ولفتت “تبيان” إلى أن منصة Washington Eye کیان حديث النشأة، لا يتجاوز عمره ستة أشهر، وقد أثبت تحليل فني متخصص أنها ليست جهـة إعلامية مستقلة، بل تعمل ضمن شبكة تضليل إعلامي مرتبطة بجهات إقليمية تستهدف استقرار ليبيا وعلاقاتها الخارجية.
وأشارت المنصة إلى أن التقرير المزعوم نشر باسم شخصية وهمية تدعى “يوسف الفيتوري”، لا أثر لها في أي سجل صحفي أو مهني، ما يعكس بوضوح الطابع المفبرك والموجة للمادة المنشورة.
ودعت منصة “تبيان وسائل الإعلام والمواطنين إلى عدم الانجرار وراء هذه الحملات التضليلية، والاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة في تناول الشأن الليبي، مؤكدة احتفاظها بحقها القانوني في ملاحقة الجهات التي تروج لمثل هذه الأخبار الزائفة.