الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-07-01

8:52 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-07-01 8:52 صباحًا

الحصاد بين آلية جمع الحبوب والتسميات والأجواء والأمثال الشعبية وبين العرض البيلاروسي لزراعة القمح في ليبيا

الحصاد بين آلية جمع الحبوب والتسميات والأجواء والأمثال الشعبية وبين العرض البيلاروسي لزراعة القمح في ليبيا

أعلن وزير الزراعة في بيلاروسيا، يوري جورلوف، خلال زيارته إلى بنغازي، استعداد بلاده لزراعة القمح في ليبيا وتحويله إلى أعلاف ودقيق، بدعم من الخبرات الهندسية البيلاروسية، كما أعربت شركات بيلاروسية عن استعدادها لبناء مطحنة أعلاف وورشة لإنتاج الدقيق، ضمن زيارة وفد رسمي يقوده نائب رئيس الوزراء فيكتور كارانكفيتش لتنفيذ اتفاقيات سابقة.

تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع انطلاق موسم الحصاد، وبالمناسبة يمكن استعراض آلية جني الحبوب والاحتفاظ بها ومسمياتها، فهذه الأيام يتكرر المثل القائل “اجمع كل شيء راني جاي” دلالة على مجيء موسم الحصاد أو الحصيدة.

أجواء الحصاد

يطلق بعض المزارعون على سنابل الحبوب عندما تكون مرتفعة وغنية بالحبوب “صابة”، وعادة ما يستأجرون عمالا لحصدها في مقابل حصولهم (العمال) على ربع المحصول وهؤلاء يطلق عليهم “الرباعة “، وأحيانا تتجمع العائلات لحصاد المحصول

ويتم حصد الشعير باليد، أما القمح فيُحصد بواسطة المنجل نظرا لصعوبة حصده باليد، وعلى الرغم من ذلك يقوم البعض بحصاده باليد .

وفور وصول الحاصدين يصطفون على نسق واحد خلف سنابل القمح أو الشعير، ويكون بينهم صاحب الكلمة الأولى في عملية الحصاد، ويحدد مكان الحصاد والكميات المراد حصادها، ويتميز دائماً بالسرعة التي يحصد فيها، هكذا تبدأ طقوس الحصاد منذ الفجر وتنتهي قبل الظهيرة عند زوال الندى (الرطوبة)، ويظل هذا الحال بشكل يومي حتى الانتهاء من الحصاد الذي قد يستمر شهر أو أكثر أو أقل حسب الإنتاجية.

وتجري عملية الحصاد عبر تجميع السنابل بسيقانها في سلة كبيرة مصنوعة من الديس أو الحلفا بها عروتان يطلق عليها “المعلف” وبعد أن يتم امتلاء المعلف يتم نقله إلى شبكة مصنوعة من حبال الحلفا على شكل مربعات مفتوحة في حدود عشرة سنتيمترات في عشرة سنتيمترات بسيقانها، ثم نقلها على ظهر دابة للمكان الذي يطلق عليه “القاعة” وهي عبارة عن أرض مستوية خالية من الحجارة والأوساخ طولها حوالي عشرة أمتار في عشرة أمتار.

يتم ذلك في أجواء تعلوها أغاني وأهازيج الحصاد (الترجيز) المصاحبة للعمل وفي نسق المناسبة، (الزرع يريد مناجل ويد)، (لها مازال في الغوط خيال)، (نا ما عليه حصادة على نحرثه في الليالي يجيه من برم عضادة عظم الشقاء ما يبالى)، (ريت النملة بمحيزمها جت للفار تشاكى فيه قالت يا عويل الهم هال الزرع تماضو فيه)، (كل عام والزرع داير والسيل فيه حائر ونملو منه الغراير، (تَمَّت تلْتَفّ .. مِن ضَرْب الكَفّ)، (صَدْر الْخَرْجة .. مَوْعَر دَرْجه)، (اضْرِب والْقِط .. في اللي تسْقِط)، (يا طَرّادي .. لَك مِن غادي)، (يا طَرّادي .. لَك بضْمادي)، جَتْ تسَّنَّدْ .. لامِسّا حَدْ)، (تَمَّن الغَمار .. في الغَوْط أَسْطار)، (جابَوها جَيْب .. اقْلال العَيْب)، (يا زَرْع الشَّوْك .. هَلَك فاتَوْك)، يا قَشّ اقْشَيْش .. في راسَك عَيْش)، (منَّك مْحَتُور .. غَدا وفطُور)، (لَوْلاد السّمْر .. قَبْضتِّم غمْر)، بُو قَبْضة غمْر ,, مخالِب نمر)، (سَلم ارْجالِك .. فَضَّوا بالِك)، (يا ظهري واِيْدي .. مِن تهْوِيْدي)، (عام دايِر .. يا ابْرك الْمطايِر).

وبعد الحصاد يتبقى في الأرض بقايا من المحصول يطلق عليه “قصلة” فيتم استغلالها في الرعي.

تجميع المحصول

يسمى المحصول الذي تم تجميعه في “القاعة” مجرنا “والمجرن”، ويخضع بعد جمعه إلى عملية “الدراس” بواسطة “الرونج” الذي تجره الدواب، وهو عبارة عن مستطيل من الخشب طوله حوالي متر ونصف وعرضه حوالي نصف متر به من الأسفل شفرات كثيرة في صفوف مختلفة.

وبعد أن يتم الدراس يبدأ أصحاب المحصول وأصدقاؤهم في عملية “التذرية” وهي عبارة عن رفع السنابل المدروسة المذراة وقذفها إلى أعلى وذلك لغرض تنقية الحبوب من التبن، والمذراة عبارة عن قطعة من الشجر بها ثلاثة أفرع على شكل شوكة وطول مقبض المذراة حوالي متر ونصف، وطول الأفرع الثلاثة حوالي خمسة عشر سنتيمترا، وبعد مرور سنوات أدخلت مذراة رأسها من حديد ويدها من الخشب.

تخزين المحصول

وبعد تذرية الحبوب يتم تجميعها ويؤخذ منها جزء لطحنه لصنع الدقيق وبعضه يخزن في غرائر لعلف فحول المواشي وأما الباقي فيحفظ في “مطامير” وهو مخزن صغير للحبوب يقوم سكان المنطقة بإنشائه لحفظ الحبوب.

والمطامير عبارة عن حفر قطرها حوالي متر وعمقها حوالي نصف متر تبطن من الداخل بالتبن، ويوضع فيها الشعير أو القمح حتى تمتلئ ثم يتم إضافة كمية أخرى لتشكل هرما صغير، ومن ثم يبطن الشكل من الخارج بالتبن ثم يبطن بعد ذلك بالتراب، على أن يتم إنشاؤها في مكان بعيد عن تجمع وجريان المياه وتكون دائما تحت المراقبة ويطلقون الكاف على مجموعة من المطامير.

وتدل فكرة المطامير على أن من ابتكرها يتمتع بفكر جيد، خاصة وأن إنشاء المطورة لا يحتاج إلي أي مواد ضارة بالبيئة من خرسانات وطلاء ومبيدات وحبوب.

ولكن بعد الحرب العالمية الثانية كثرت الأكياس التي يطلق عليها سكان المنطقة “أشوالات أبو خط” لذلك عمد المزارعون للاستغناء عن المطامير واستخدام الشوالات لأنها أفضل وأسهل وأقل تكلفة وتحفظ الحبوب من التلف وأما التبن فإنه يجمع وينقل ليكون قريبا من مبيت المواشي.

وكان البيت الليبي خلال العقود الماضية يعتمد في طعامه ومشربه على ما تنتجه الأرض وما تحصده وتربيه يده، لذلك كان يقال في المثل الشعبي “القمح والشعير والزيت عمادة البيت”

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة