نظّم المركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين بالتعاون مع منظمة النسيم للتنمية المجتمعية، محاضرة توعوية في مصراتة حول مخاطر المخدرات، استهدفت طلاب عدد من المؤسسات التعليمية، وذلك لتعزيز الوعي الوقائي لدى فئة الشباب.
وأكد استشاري الصحة النفسية، رجب محمد أبو جناح، أن تجار المخدرات يواصلون نشر سمومهم على مدار العام، بينما تظل حملات التوعية محدودة من حيث التكرار والتأثير، مطالبًا بتكامل الأدوار بين المؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام، وخطباء المساجد، للتصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة.
وقال المحاضر: “الخطر الحقيقي لا يكمن في تعاطي المخدرات فحسب، بل في تحويل غير المباح إلى مباح، وتحويل الأوهام إلى واقع مرير ينهش في المجتمع”، داعيًا الطلاب إلى رفض السلوكيات السلبية، والسعي خلف المعرفة والوعي الحقيقي بمخاطر الإدمان.
كما طرح “أبو جناح” عددًا من الأسئلة التفاعلية حول دور الأسرة والشارع والمدرسة ووسائل الإعلام في التربية، مؤكدًا أن مواجهة ظاهرة الإدمان تحتاج إلى منظومة متكاملة لا تقتصر على الأسرة فقط.
وتخلل المحاضرة عرض إحصائيات مقلقة حول كميات المخدرات المضبوطة خلال الفترة من 2000 إلى 2009، شملت الحشيش والهيروين والكوكايين والأقراص المخدرة والخمور، إلى جانب استعراض تجارب علاجية من مركز تاجوراء ومستشفى الرازي.
كما شارك جهاز مكافحة المخدرات بعرض مرئي بيّن أهمية دور الأسرة في حماية الأبناء، مؤكداً أن غياب الرقابة الأبوية يفتح الباب أمام الانحراف.
واختتم “أبو جناح” المحاضرة بعرض مجموعة من العلامات التي قد تشير إلى وجود متعاطٍ داخل الأسرة، من بينها اختفاء أشياء من المنزل، تردّد أصدقاء السوء، اضطرابات النوم، استخدام لغة غير لائقة، فقدان الشهية والعزلة وغيرها.


