حذّر تقرير مناخي دولي صادر عن منظمة الأرصاد الجوية العالمية ومكتب خدمة الأرصاد الجوية الوطنية في المملكة المتحدة من أن السنوات الخمس المقبلة قد تسجل درجات حرارة غير مسبوقة، مما يمهد الطريق لمزيد من الظواهر الجوية المتطرفة والمهددة للحياة.
وأشار التقرير إلى احتمال بنسبة 70٪ أن يتجاوز متوسط الاحترار العالمي المؤقت حاجز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الحد الذي يعتبره العلماء خط فاصل تنجم عنه تغيّرات مناخية واسعة النطاق، وتأتي هذه التوقعات بعد عام يُعدّ بالفعل الأكثر حرارة في السجلات المناخية.
وتشير البيانات الجديدة إلى أن وتيرة الاحترار في القطب الشمالي تسير بسرعة تفوق بثلاثة أضعاف المعدل العالمي، في وقت يزداد فيه خطر ذوبان الجليد البحري والأنهار الجليدية، وحذّر العلماء من اقتراب هذه الظواهر من “نقطة اللاعودة”، وهي مرحلة قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار على نحو يصعب كبحه.
كما أظهر التقرير أن احتمال تسجيل متوسط حرارة يزيد بمقدار درجتين مئويتين خلال أحد الأعوام الخمسة المقبلة، ولو بنسبة ضئيلة تبلغ 1٪، لا يمكن تجاهله علميًا، إذ يشير إلى تسارع مستمر في وتيرة الاحترار، مقارنة بالعقود الماضية.
وقالت كو باريت، نائب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية “شهدنا بالفعل أكثر الأعوام حرارة في التاريخ الحديث، ولا توجد مؤشرات حتى الآن على تراجع هذا الاتجاه. التأثيرات المناخية أصبحت أكثر وضوحًا في حياتنا اليومية، على اقتصادنا وبيئتنا وصحتنا العامة”.
وبينما تُظهر النماذج المناخية المستندة إلى أكثر من 200 توقع أعدتها 15 مؤسسة بحثية حول العالم أن التنبؤات على المستوى العالمي دقيقة إلى حد كبير، إلا أن التقلبات الإقليمية ما زالت تمثل تحدي.
البيانات الجديدة تضع العالم في مسار يهدد بتجاوز هدف اتفاقية باريس، التي تنص على إبقاء الاحترار العالمي دون درجتين مئويتين، والسعي لعدم تخطي 1.5 درجة. وتُعدّ هذه العتبة بالغة الأهمية للدول الجزرية الصغيرة، التي ترى فيها شرط حيوي لبقائها.
في ظل استمرار تسجيل درجات حرارة قياسية وتصاعد الأحداث المناخية الحادة، يُتوقّع أن تستمر موجات الحر، والأمطار الغزيرة، والعواصف العنيفة في التأثير على الملايين حول العالم، في وقت يزداد فيه الضغط على صناع القرار لتكثيف الجهود الدولية في مواجهة أزمة المناخ.