الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

9:28 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-06-30 9:28 صباحًا

إنقاذ 54 مهاجرًا عالقين على منصة نفط قبالة السواحل الليبية بينهم أطفال وامرأة وضعت مولودها

إنقاذ 54 مهاجرًا عالقين على منصة نفط قبالة السواحل الليبية بينهم أطفال وامرأة وضعت مولودها

أنقذت منظمة “أوبن آرمز” الإسبانية غير الحكومية، ليلة السبت إلى الأحد (7-8 يونيو)، 54 مهاجرًا كانوا عالقين منذ ثلاثة أيام على منصة نفطية وسط البحر الأبيض المتوسط، قبالة السواحل الليبية. وضمّت المجموعة عدة أطفال وامرأة وضعت مولودها حديثًا، في واحدة من أكثر عمليات الإنقاذ الإنسانية تعقيدًا خلال الفترة الأخيرة.

وبحسب بيان صادر عن المنظمة رصدته المنصة عن موقع مهاجر نيوز، فإن المهاجرين كانوا على متن قارب مطاطي غادر ليبيا يوم الثلاثاء قبل أن يغرق، ما اضطرهم للاحتماء بالمنصة النفطية في ظروف مناخية قاسية. وأظهر مقطع فيديو نشرته “أوبن آرمز” حالة من الهلع والخوف الشديد بين الناجين، لا سيما مع هبوب رياح قوية خلال الليل.

وأكدت المنظمة أن سيدة وضعت مولودها يوم الجمعة على المنصة، فيما كانت أخرى قد أنجبت قبل أيام قليلة، بينما كان طفلان صغيران آخران ضمن المجموعة.

وفي عملية إنقاذ منفصلة، ذكرت “أوبن آرمز” أن سفينتها “أسترال” عثرت على 109 مهاجرين آخرين، بينهم أربعة كانوا في المياه، بعد إبحارهم من ليبيا. وقدمت لهم سترات نجاة حتى تدخلت سفينة الإنقاذ “لويز ميشيل” ونقلتهم إلى ميناء آمن في صقلية.

يشار إلى أن المنصات النفطية والغازية في البحر المتوسط أصبحت في الآونة الأخيرة نقاط لجوء اضطرارية للمهاجرين العالقين بعد فشل رحلاتهم. ففي مارس الماضي، تقطعت السبل بـ32 مهاجرًا لمدة أربعة أيام على منصة غاز قبالة سواحل تونس، قبل أن تنقذهم منظمة “سي ووتش” بعد تجاهل السلطات المالطية والإيطالية لنداءات الاستغاثة.

ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل حوالي 23 ألف مهاجر إلى إيطاليا عبر البحر منذ بداية عام 2025 حتى الأول من يونيو. كما سجلت اليونان، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، زيادة بنسبة 174% في أعداد الوافدين بحرا، معظمهم منطلقين من شرق ليبيا باتجاه جزيرة كريت.

ويظل البحر الأبيض المتوسط أحد أخطر طرق الهجرة غير النظامية في العالم. فمنذ عام 2014، لقي أكثر من 25 ألف مهاجر حتفهم في مياهه، من بينهم نساء وأطفال، بحسب منظمات حقوقية دولية.

وعود كاذبة وشبكات تهريب

يعتمد جميع المهاجرين تقريبًا في هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر على شبكات التهريب، والتي يديرها مهربون ليبيون أو تونسيون، يعدون المهاجرين بـ”ضمانات” لقاء مبالغ تصل إلى 1500 يورو، تشمل محاولات عبور متعددة في حال الفشل.

لكن الواقع يكذب تلك الوعود. تقول منظمة “إس أو إس ميديتيرانيه” إن المهربين يكذبون بشأن كل شيء، من جودة القوارب إلى المسافة بين الشاطئ الأوروبي والسواحل الأفريقية. ويُخدع المهاجرون أحيانًا بالأضواء التي يرونها في الأفق ليلاً، فيُقال لهم إنها أضواء إيطاليا، بينما هي في الحقيقة منصات نفطية عائمة.

هواتف الأقمار الصناعية.. أمل هشّ

يمتلك بعض المهاجرين هواتف تعمل بالأقمار الصناعية، يزودهم بها المهربون مقابل مبالغ إضافية، لاستخدامها في الاتصال بخفر السواحل أو رقم “هاتف الإنذار” الإنساني. ومع ذلك، لا تضمن هذه الوسيلة نجاتهم، إذ كثيرًا ما تتحطم أو تتعرض للمياه، مما يؤدي إلى فقدان الاتصال.

في مارس 2024، قضى أكثر من 60 مهاجرًا بينهم نساء وأطفال جوعًا وعطشًا على متن قارب ظل تائهًا في البحر لسبعة أيام بعد تعطل هاتف الأقمار الصناعية الوحيد لديهم.

قوارب الموت

تُوصف القوارب المستخدمة في هذه الرحلات بأنها “توابيت عائمة”، وفق تعبير وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس”. فهي مصنوعة غالبًا من البلاستيك أو الألواح المعدنية الرقيقة، وتُجمّع بسرعة ودون معايير سلامة. يقول ناجون إنها تنكمش أو تنكسر بسهولة، وبعضها ينقلب بعد دقائق من الإبحار بسبب الحمولة الزائدة.

وقد وثقت منظمة “إس أو إس ميديتيرانيه” زيادة في استخدام القوارب المعدنية انطلاقًا من صفاقس التونسية منذ عام 2023، والتي تُعرف بين المهاجرين بـ”القوارب الحديدية”.

مأساة مستمرة

منذ 2014، قضى أكثر من 25 ألف مهاجر أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط، بينهم حوالي 3500 طفل فُقدوا أو لقوا حتفهم، بحسب تقرير لليونيسف نُشر في أبريل الماضي. البحر المتوسط، وعلى الرغم من كل التحذيرات، لا يزال أخطر طريق للهجرة البحرية في العالم، والمآسي فيه لا تتوقف.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة