فايزة محمد بالحمد
حروفي مرتبكة نوعًا ما
فهي لم تستطع اطلاق سراح
بعض الكلمات فالكتابة ليست بالأمر السهل
كما يبدو للعيان، كنت دائما أكتفي بكتابة هذا السطر: حروفي مرتبكة نوعًا ما، فهي لم تستطع إطلاق سراح بعض الكلمات.
وأنا بيني وبين نفسي أعرف بأن داخل هذه العبارة الكثير الكثير من الحروف المرتبكة، وربما إن أوان إطلاق سراحها وقول ما في جعبتي.
فنحن أولئك المقيدون بالكتابة، إن صح التعبير، ليس باستطاعتنا الكتابة متى ما يحلو لنا، بل قد يتطلب الأمر منا أيامًا وأحيانًا شهورًا وأحيانًا سنوات دون أن نستطيع أن نكتب موضوعًا أو مقالًا أو خاطرة.
الأمر ليس سهلًا على الإطلاق، بل هي معاناة كبيرة في دواخلنا. نحاول البوح مرارًا وتكرارًا، ونفشل في كثير من الأحيان، وننجح في بعضها.
فكم يتعذب الكاتب عند ولادة كل حرف وكل كلمة! إنه مخاض عسير للأحرف والكلمات، والأهم من ذلك ما تجسده وتعنيه هذه الحروف والكلمات.
وبعد أن ينجح الكاتب في إخراج ما يريد من داخله لتصبح كلمات يقدمها للغير، يشعر بنشوة انتصار أفكاره وتغلبه على تلك المعاناة.
فالكتابة بالنسبة للكاتب تمر بمراحل كثيرة: فكرة وعنوان في رأسه، ومشاعر تلتحم مع تلك الأفكار في قلبه وروحه. ويبدأ النزاع والتردد والخوف من الفشل، فربما ينجح في مبتغاه، وربما لا ينجح، ولكن لابد وأن هناك قوة خارقة تدفعه وينجح في تقديم الأفضل، ويكون في المستوى ويقنع غيره.
ولكن ليعلم الجميع بأن الكاتب في أحيان كثيرة كثيرة جدًا يفشل، يعجز، يحاول ويمسك القلم، ولا تخرج الكلمات. وهنا قمة المعاناة. وكم مرة ومرة أردنا الكتابة، ويحار القلم فلا نكتب .
حروفي هي جزء من مشاعري ونزف بين أضلعي، وخفقات من خفقات قلبي.
ليس بالأمر السهل علينا ولادة الحروف والكلمات.
لهذا… حروفي مرتبكة نوعًا ما، فهي لم تستطع إطلاق سراح بعض الكلمات.