الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

6:57 مساءً

أهم اللأخبار

2025-06-30 6:57 مساءً

غزة لا تحتمل المزايدة

6656555551
 

الناير اليعقوبي

في كل حرب يشعلها الكيان الصهيوني في غزة، يسقط شهداء هناك وتسقط أقنعة هنا.

 وفي كل قافلة تتجه إلى معبر رفح، يرافقها بصيص من أمل، و يلتصق بها بعض من الضجيج و كثير من المزايدات.

 دخلت ” قافلة الصمود” إلى ليبيا كما دخلت و خرجت منها عدة قوافل على مدى عقود ، وفرت لها الطرق وفتحت لها البوابات كما تفتح الأبواب لضيوف هم بمثابة أهل البيت .

 القافلة توقفت عند مدخل مدينة سرت… توقف  احترازي، كأي إجراء في بلاد لم تلتئم جراحها بعد و تعمل أجهزتها الأمنية على سد ثغرات عميقة أنهكت استقرارها و أمانها .

 الضجيج كان جاهزا ، و المزايدة كانت حاضرة، ومكبرات “الصائدون في المياه العكرة ” بدأت تصوب فوهتها على من طلب – بطيبة قلب – وقفة من القافلة ليتحقق ويسأل و يتأكد من هوية من جاء باسم ” فلسطين “.

  صائدون جاؤوا و هم على نية مسبقة و عن سابق إصرار و ترصد للإثارة و الإدانة كأن المطلوب أن تغيب الدولة ليحضر الحماس وأن تخرس القوانين لتنطق الشعارات.

صائدون مقصدهم  أن تتحول فلسطين إلى تهمة بالعمالة و الخيانة جاهزة لكل من يعمل جاهدا كي يكون مسؤولا أمنيا أمينا و حريصا و يقظا في بلاده.

المزايدون يعرفون أن ليبيا لم تكن في سابق أيامها و حتى اليوم غريبة عن فلسطين .. يعرفون ذلك كامل المعرفة إلا أنهم تناسوا شهداء من قراها و أريافها و مدنها امتزجت دماؤهم بأديم القدس ، كما أنهم غضوا العين عن مساعدات خرجت من جيوب المحتاجين قبل المقتدرين  من أبناء ليبيا .

 من البديهي أن تسأل الدولة – اذا أردنا للدولة أن تقام – عن هوية من يدخل أراضيها، و أن تتريث، و أن تتقصى عن  قافلة لا يعرف كنه بعض من توشح بوشاحها.

كم مرة تحولت ” الكوفية الفلسطينية ”  إلى غطاء  لأولئك الذين يتاجرون باسمها من داخل فلسطين و الدول العربية ؟!

كم مرة اختبأ مشروع استخباراتي في شاحنة  معونات عربية و أجنبية لأطفال يموتون جوعا على ركام بيوتهم ؟!

كم مرة أستغلت غزة من أولئك الذين يقتاتون على صبرها و جلدها لجلد وطنيين و تخوينهم لمجرد قالوا كلمة حق بعيدا عن معسول القول الذي تلوكه ألسنة الخبث و تنفثه مرفقا بابتسامة صفراء ؟!

يا سادة، المشكلة ليست في  القافلة بل في ذلك الذي ارتدى عباءة المسلم العربي الغيور الوحيد على فلسطين !!!! ، و وظف نبل القافلة و مغزاها ، وحولها إلى اختبار  لوطنيين يحافظون على سيادة بلادهم و أفئدتهم تهتف بالمسجد الأقصى.

ليبيا عرف عنها أنها تقوم بالواجب و زيادة تجاه الأخوة الفلسطينين ،و لا تشوبها شائبة التقصير ،ومن يزايد، على ” الليبي ” في قضية العرب الأولى ، فهو إما غافل أو متناس عن عمد لغاية نجسة في نفسه .

و بعد .. إن تأخرت القافلة أو عادت أدراجها على خلفية اتفاقيات بين ليبيا و مصر تنظم حركة المرور بينهما ، ذلك لا يعني أن كامل التراب الفلسطيني  حذف من خريطة أولى أولويات ليبيا، فهو كان و مازال و سيبقى في قلوب عامة المواطنين ما بقت في أعمارهم بقية، يقدمون الغالي و النفيس من أجله في مواجهة صائدين نكرة و معهم من يحركهم كالدمى .

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة