محمد الشريف
أَهْلًا بِآسِرَةِ الفُؤَادِ وَمَرْحَبَا
فَالشَّوْقُ يُحْكِي عَنْ غَرَامٍ مُلْهَبَا
مَا زِلْتُ أَذْكُرُ بَسْمَةً أَشْجَانُهَا
غَضَّتْ وَأَخْفَتْ فِي الْحَنَايَا طِيْبَهَا
وَتُزَاحِمُ الْأَطْيَارَ فِي طُهْرِ الدُّجَى
وَتُغَازِلُ الْأَمَلَ المُكَلَّلَ بِالْبَهَا
تَجْرِي كَضَوْءِ الصُّبْحِ يَنْشُرُ بَهْجَةً
وَتَرُوقُ لِي: “يَا وَالِدِي” مَا أَعْذَبَا
وَرَأَيْتُهَا تَجْرِي بِفَرْحٍ غَامِرٍ
كَالطِّفْلِ يَحْكِي لِلْوُجُودِ مَطْلَبَا
تَرْسُمُ فِي الدُّنْيَا خُيُوطَ أَمَانِهَا
وَتُلَوِّنُ الأَيَّامَ شَوْقًا أَعْجَبَا
وَتُسَائِلُ الْأَحْلَامَ عَنْ مَا رَاحَ مِنْ
ذِكْرَى تُنَادِي فِي الْفُؤَادِ مُغَيَّبَا
حَتَّى إِذَا عَادَ النَّهَارُ بِوَجْهِهِ
هَمْسَتْ بِصَوْتٍ فِي الهَوَى مُتَعَجِّبَا
“يَا وَالِدِي” قَالَتْ، فَطَابَ مَقَامُهَا
وَانْجَلَّ لَيْلُ الشَّوْقِ فِيكِ مُسَبَّبَا