أثار مقطع مصوّر من كاميرات المراقبة داخل متحف “بالاتزو مافي” في مدينة فيرونا الإيطالية موجة غضب واستنكار، بعد أن ظهر فيه سائح برفقة زوجته وهما يلتقطان صورًا بالقرب من عمل فني هش، قبل أن يجلس الرجل على كرسي فني مرصّع بالكريستال ويتسبب في تحطيمه، ثم يغادران المكان دون أي اعتذار أو تبليغ للموظفين.
المتحف نشر المقطع عبر صفحته الرسمية على فيسبوك مرفقًا بتعليق جاء فيه: “كابوس كل متحف تحقق، حتى في بالاتزو مافي.”
الكرسي المتضرر يحمل عنوان “كرسي فان غوخ” وهو من أعمال الفنان نيكولا بولا، ويُعد قطعة فنية نادرة ومغطاة بمئات بلورات سواروفسكي، ومصممة بأسلوب يجعلها هشة للغاية، إذ ثبتت باستخدام ورق الألمنيوم وتبدو أقرب إلى التمثال منها إلى قطعة أثاث فعلية، بحسب كارلوتا مينيغازو، مؤرخة الفن في المتحف.
وأوضحت مديرة المتحف، فانيسا كارلون، أن الحادث وقع في أبريل الماضي، وأن الزوجين فرا من القاعة قبل أن يتمكن الموظفون من ملاحقتهما، مؤكدة أن “ما حدث لم يكن مجرد حادث عرضي بل كان سلوكًا غير مسؤول، خاصة أنهما غادرا دون تبليغ أحد”. وأضافت: “أحيانًا نصاب بالجنون عند التقاط الصور ولا نفكر في العواقب.”
ورغم أن القطعة تعرضت لأضرار كبيرة شملت تحطم الأرجل والمقعد الرئيسي، فقد نجح فريق الترميم في إعادة العمل إلى حالته الأصلية، بمساعدة قسم الأمن والشرطة. وكتب المتحف: “تقديرنا العميق لكل من ساهم في إعادة الحياة لهذا العمل الفني.”
ورفض المتحف الإفصاح عن القيمة المادية للعمل الفني، مشيرًا إلى أنه “لا يُقدّر بثمن”، كما رفض التعليق على ما إذا تم التعرف على هوية الفاعلين. وتم تقديم شكوى رسمية ضد مجهول.
وشددت إدارة المتحف في بيان لاحق على ضرورة احترام الفن، قائلة: “الفن يجب أن يُحاط بالاحترام والمحبة، لأنه هش جدًا.” كما دعت الزوار إلى التعامل مع المتاحف والكنائس وأماكن العرض بروح من المسؤولية.
يُذكر أن قصر مافي افتُتح عام 2020، ويضم أكثر من 650 عملاً فنياً، من بينها قطع نادرة لفنانين عالميين مثل بيكاسو، بالإضافة إلى مقتنيات من الفن المصري القديم.