للقاص الليبي حسين بن قرين درمشاكي
عاطف عزالدين
(( اللقيطـة ))
من صُلب العدم، فُطِمتْ. لا حبل سري يربطها بأرض، ولا وشْم نسبٍ يزكيها بين الأمم. وُلِدتْ غُفْلًا، ألقاها قَدَرٌ أعمى على عَتَبَةِ شرقٍ مجهول. أرضعتْها أوهام التاريخ، ورُضابُ الكتب المحرّفة. كلما انتصبتْ، صرخ فيها جُثْمانُ الزمن، وفضحتها ندوبُ الهاوية. حاولتْ أنْ تتجلّى أصالةً، فإذا بجيف أبنائها تُمزّقُ قِناعَها، وتُلقيها مُجَدّدًا في براثنِ سؤال: مَن أنتِ؟ وفي كل فجرٍ تزعُمُ فيه وِلادةً، تُشرِقُ شمسُ الحقيقةِ على وجهِ عكّازٍ أعرج، يتوكّأُ عليه العميانُ إلى مصيرٍ لا يُبصرون .
________
عن عنوان القصة
عنوان القصة هو ” اللقيطة ” ، اللقيط هو طفل يوجد منبوذا ، ولا يُعرف له نسب ولايدعيه أحد.، ليتم إيداعه في ملجأ.
وعندما نقرأ قصة ” اللقيطة “يتبين لنا أن المؤلف اختار هذا الاسم ليكون سُخرية من دولة صغيرة التي ليس لها قيمة ، ولكنها تمتلك جهاز إعلاميا يصورها كضحية ليُخفي جرائمها ، ومن هنا فنحن أمام قصة رمزية يستخدم فيها المؤلف عنصر السخرية ليُؤكد بشاعة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل .
ويُلاحظ القارئ عند قراءة القصة أن المؤلف يتناول الصراع العربي الاسرائيلي منذ السطر الأول .. ليتبين لنا أن المقصود من اللقيطة هو دولة الكيان الصهيوني .. التي تحتل أرضا ليس من حقها ( لا حبل سري يربطها بأرض ، ولا وشْم نسبٍ يزكيها بين الأمم وُلِدتْ غُفْلًا ).