الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

6:09 مساءً

أهم اللأخبار

2025-06-30 6:09 مساءً

ولم يعد الشعر (ديوان العرب)

web

فتحي نصيب

الأدب الليبي استطاع أن يأخذ مكانته في الساحة العربية، بل ونال الكثير منهم التقدير، سواء من خلال ترشحه للجوائز الدولية،أو من خلال الفوز بالمراتب الأولى، ولكن لم تواكب هذه الإنجازات كتابات نقدية ليبية، وذلك مقارنة بالأعمال العربية،التي نجد لها مواكبة ومتابعة، حتى لو كان المنشور هو العمل الأول لصاحبه، حيث نجد المقالات والندوات والمقابلات الإذاعية.

في حين ينال الكاتب الليبي التقدير خارج بلاده فقط. فالمشاركات في أمسيات قصصية وندوات في ليبيا وأغلب الدول العربية.

تُعد تجربة تقدم تعريفا بالأدب الليبي لدى المتلقي العربي، حيث إن الكثير يظن أن الأدب الليبي مقصور على أربعة أو خمسة أسماء فقط،(كالتليسي، والكوني، وأحمد إبراهيم الفقيه، والمصراتي، والنيهوم)، لأن القارئ العربي، وحتى أغلب المثقفين، يجهلون خارطة الأدب الليبي تماما.

لذا، فإن هذه الأمسيات للأدباء الليبيين في الخارج وسيلة جيدة للتعريف بالوجه الثقافي الليبي، وأذكر أنني دعيت لقراءة بعض قصصي من قبل اتحاد كتاب تونس عام 2014، وفي ختامها جرت مناقشات عميقة، ورغبة جادة من الحضور لمعرفة الأدب الليبي (قصة/رواية/شعرا).

قدمت من خلالها نبذة عن معظم الأصوات الجديدة، لأبيّن لهم أن الإبداع لم يتوقف عند الأسماء الخمسة التي يعرفونها، وبالمتابعة عن كثب، يتعرفون على أصوات أدبية في القصة والرواية والشعر، فلفت نظرهم الطفرة في القصة والرواية الليبية من حيث الكم، فقد صدرت أعمال كثيرةخلال السنوات الماضية، رغم ما مرت به ليبيا من أحداث طيلة العقد الماضي، ربما لاتساع هامش التعبير، وربما أيضًا لأن الناشر العربي اكتشف منجما من الإبداع الليبي.

والأهم أن الكثير من القراء العرب لديهم تشوق لمعرفة ليبيا التي كانت مجهولة نوعا ما، فليبيا لا هي محسوبة على المشرق، ولا المغرب العربي، إضافة إلى تنوع مكوناتها الاجتماعية من عرب، وأمازيغ، وطوارق، وتبو، وهي من ناحية المساحة الشاسعة تطل على أوروبا شمالًا، وأفريقيا جنوبًا، كما تجمع بين الحضر والبداوة… إنها قارة مجهولة لدى البعض.

أما من حيث الكيف، فقد صدرت الكثير من الأعمال الجيدة فنيًّا، والتي استطاعت تجاوز كتابات جيل الرواد، واستفادت من تقنيات الكتابة الحديثة،

أيضًا هناك تطور ملحوظ في الكتابة النسوية (رغم تحفظي على هذا المصطلح)، ولكن أعني به تلك الأعمال التي تكتبها المرأة الليبية، مقارنة بما كُتب في العقود الماضية.

أما على صعيد الشعر، فهناك أزمة عالمية، فقد أسرَّ إليَّ أكثر من ناشر عربي أنه لم يعد هناك إقبال على اقتناء كتب الشعر، وفي فرنسا، حيث عشت فترة من الزمن، فوجئت أن عدد النسخ التي تُطبع من أي ديوان شعري لا تتجاوز (300) نسخة، ولا يُباع منها إلا القليل.

لقد تكاثر (الشعراء والشاعرات) العرب، بحيث فاق عددهم الأطباء والمهندسين… ولم يعد الشعر “ديوان العرب”، وقد كتبت منذ سنوات أكثر من مقال عن هذه الظاهرة، وأشرت إلى أن العديد من الشعراء العرب اتجهوا فعليًا إلى كتابة الرواية والقصة.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة