الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

11:32 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-06-30 11:32 صباحًا

بعد إحاطة البعثة الأممية.. اتهامات بالجملة لتيتيه تبدأ من الشارع ولا تنتهي عند الحكومة الليبية والنواب

بعد إحاطة البعثة الأممية.. اتهامات بالجملة لتيته تبدأ من الشارع ولا تنتهي عند الحكومة الليبية والنواب

شهدت قاعة مجلس الأمن يوم أمس احاطة من المبعوثة الأممية هانا تيتيه بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، قالت فيها إنها ستعرض خلال الإحاطة المقبلة أمام مجلس الأمن الدولي خريطة طريق تتضمن مواعيد زمنية محددة بهدف إعادة تفعيل العملية السياسية المتعثرة في ليبيا.

وذكر مصدر ليبي مطلع أن تيتيه أبلغت الأطراف الليبية أنها لن تعرض خريطة الطريق خلال إحاطتها الحالية لعدم استكمال مشاوراتها مع مختلف مكونات المجتمع، مؤكدا أنها تسعى لتوسيع نطاق المشاورات لضمان مصداقية المسار الذي ستعرضه لاحقاً على مجلس الأمن، مع التوصية بفرض عقوبات على من يعرقلون العملية السياسية.

متظاهرون يقتحمون مقر البعثة

ولكن ما إن انتهت الجلسة كانت ردود الأفعال الشعبية والرسمية والدبلوماسية على الإحاطة أسرع من المتوقع، واتجهت غالبية ردود الأفعال نحو النقد وكيل الاتهامات والمطالبة بالرحيل، وكانت البداية من الشارع الليبي الذي اقتحم مقر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بمنطقة جنزور، مطالبا إياها بالرحيل أو تغيير الحكومة.

كما خيّر حراك إرادة الشعب البعثة الأممية بين إنهاء حكومة الوحدة وسحب الاعتراف الدولي بها وتشكيل حكومة موحدة أو الرحيل من ليبيا، مؤكدا أنه لن يتحمل تبعات عدم الاستجابة لمطالب الشعب الليبي والتي قد تكون وخيمة ولا تحمد عقباها.

المجلس الاجتماعي للمنطقة الغربية  لم يذهب بعيدًا حيث أعلن في بيان له حالة النفير العام لطرد البعثة الأممية، مُتهمًا إياها بأنها أثبتت فشلها في احترام إرادة الليبيين، معتبرا أن اقتحام مقرات البعثة الأممية يقدم رسالة مباشرة مفادها أن زمن الوصاية انتهى، وأن ليبيا ليست ساحة مفتوحة للتجارب السياسية ولا حقل نفوذ للقوى الأجنبية، مشيرا إلى أن كل الخيارات باتت مطروحة دون استثناء بما فيها إعلان الجهاد لطرد كل أشكال الاحتلال الأجنبي، واستعادة القرار الوطني بقوة الإرادة للشعب.

موقف البعثة لاحتواء غضب الشارع

لاحتواء الموقف اجتمعت البعثة الأممية مع وفد ممثل عن المتظاهرين أمام مقرها، حيث عبروا عن إحباطهم من التدهور والجمود السياسي والاقتصادي الذي تعاني منه البلاد، مؤكدين على ضرورة تغيير الحكومة (الوحدة الوطنية) بخطة محددة زمنياً وواضحة المعالم، تقود نحو الانتخابات.

على صعيد آخر أرسلت البعثة الأممية رسالة للعاملين فيها طالبتهم بتجنب أي تحركات غير ضرورية، والبقاء داخل أماكن إقامتهم، مشيرة إلى أن المتظاهرين اقتحموا البوابة الخارجية ودخل الممر الذي يربطها مع بوابة البعثة.

لم تتوقف ردود الأفعال عند حد حراك الشارع، فقد كانت التعليقات والتصريحات بشأن الإحاطة متعددة وتصب في أغلبها في إطار النقد والاتهام.

موقف الحكومة الليبية

فمن جانبه وصف رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد سياسات البعثة بـ “العبثية” “المنحرفة” وألزمها بمغادرة البلاد، مؤكدا أن إحاطة تيتيه تضمنت العديد من التجاوزات التي يرفضونها كما يرفضون صمتها عن ما حدث في العاصمة طرابلس مؤخرًا، حيث تجاهلت البعثة مطالب الشعب بل صورت تظاهرهم أمام مقرها بأنه مصدر تهديد.

وحملت الحكومة الليبية البعثة مسؤولية الأوضاع السياسية الراهنة كاملة، معتبرا أن محاولتها شرعنة أمر واقع مفروض بالقوة حوّلها لطرف في الأزمة بدلا من أن تكون جزءًا من الحل.

إجهاض خارطة الطريق

أما مصباح دومة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب فأكد أن إحاطة هانا تيتيه لم تحمل جديدًا، بل زادت الطين بلّة وأربكت المشهد السياسي أكثر، ورأى أن الاتفاق السياسي كفيل بحل الأزمة، ولو ركزت عليه لوجدت فيه ضالتها بعيدًا عن الآراء الاستشارية غير المفهومة.

فيما اتهم عضو مجلس النواب علي الصول البعثة الأممية بالعمل على عرقلة أي حلول للعملية السياسية، مشيرا إلى أنها ترفض الجهود الرامية لتشكيل حكومة جديدة، وتجهض خارطة الطريق المتوافق عليها من مجلسي النواب والدولة.

ووصف عضو مجلس النواب، جاب الله الشيباني، تجمهر مواطنين أمام مقر البعثة الأممية في جنزور بأنه درجة عالية من الوعي غير مسبوقة.

خيبة أمل

وعلى صعيد آخر رأى المترشح لمنصب رئيس الحكومة الموحدة، محمد المزوغي، أن إحاطة تيتيه لم تتجاوز حدود الوصف العام لما يجري على الأرض، دون تقديم مقترحات ملموسة أو خريطة طريق واقعية لحل الأزمة، وأنها لم ترتقِ إلى مستوى تطلعات الشعب الليبي ولا تعكس عمق الأزمة التي يعيشها وطننا منذ سنوات، لافتا إلى أن هذه الإحاطة تسببت في خيبة أمل كبيرة لدى شريحة واسعة من الليبيين الذين كانوا يأملون في موقف أكثر جدية وحزماً من المجتمع الدولي تجاه معاناة الشعب الليبي.

نجاح المبادرة الأممية

كذلك لم يذهب رئيس مؤسسة الإعلام في الحكومة الليبية “محمد بعيو” بعيدا، حيث دعا إلى الإطاحة بالبعثة الأممية وطردها ومقاطعتها، واصفا تيتيه بالمتحاملة والمراوغة.

في المقابل كان لعضو مجلس الدولة الاستشاري بلقاسم قزيط رأي يكاد يتجه لدعمها حيث قال إن إحاطة تيتيه ركزت على هشاشة الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، والحاجة إلى حكومة جديدة موحدة.

وأضاف قزيط أن البعثة الأممية تلقت غطاءً سياسيًّا مناسبًا في برلين وستحظى بالدعم نفسه أمام مجلس الأمن، مشيرا إلى أن النسق المتدرج والمتصاعد الذي اتبعته البعثة يرجح “نجاح” مبادرتها؛ لكونها قد أخذت مسارًا متدرجًا من برلين مرورًا بمجلس الأمن.

ما بين الاتهامات التي تواجهها البعثة الأممية والانتقادات الحادة التي تكال إليها وبين الأمل الضعيف بنجاح مبادرتها رغم بطء الخطوات، يبقى الواقع هو الذي سيكشف مصير الواقع الليبي في ظل استمرار الجهود الأممية.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة