عفاف عبدالمحسن
من ذَا الذي ما ساء قط .. ومن له الحسنى فقط
أحسن الله إليكم أخواتي وإخوتي في الله .. بوح المسك اليوم نستقيه من قصة عبرة ومسكياتنا تقول شيئا من الإحسان الكبير في حب كبير بدعم الله سبحانه وتعالى لماهية ذلك الحب الفطري .. فالإسلام يحث على صلة الرحم والبر والصلة بين الأخ وأخته، ويشدد على أهمية المحبة والتعاون والتكافل بينهما. كما يوصي بتقدير الأخوة والأخوات ورعايتهم، خاصة في أوقات الحاجة والشدة .. هم سند وعون لبعضهم البعض في الحياة، سواء في الأمور الدنيوية أو الدينية
قال ابن القيم رحمه الله : الأخ الصالح خير لك من نفسك لأن النفس أمارة بالسوء والأخ الصالح لا يأمر إلا بالخير ما أعظم الصحبة الصالحة .
.. يحكى أن :
أهل قرية كانت لهم بئر يشربون منها .. وحدث أنهم كلما أدخلوا الدلو في البئر أتى الحبل بلا دلو .!! تكررت هذه الحادثة حتى كانت مصدر إزعاج لعدم معرفة السبب ، حتى قالوا إنها بئر مسكونة من الجن ..!! وقالوا فيما بينهم نريد أحدًا من أهل القرية يدخل هذه البئر ويأتينا بالخبر، وأبوا أن يدخلوها خوفا من مغبتها .. فتبرع أحدهم لتلك المهمة أن يُربط بحبل وينزل البئر ، ولكن هذا الرجل اشترط أن يأتي أخوه ويمسك معهم الحبل الذي سوف يربط فيه .!!
فاستغرب أهل القرية من شرطه وطلبه ، وهم مجموعة وأقوياء يستطيعون القيام بهذه المهمة ، وحاولوا إقناعه دون جدوى ، ولم يكن أخوه وقتئذ حاضرا .. وافق أهل القرية على طلبه ، وأتوا بأخيه ، ليمسك معهم الحبل ، ودخل الرجل في هذه الغياهب ، ليستشرف الخبر، فوجد قردًا داخل البئر هو الذي يفك الدلو داخل البئر، فحمل القرد على رأسه دون أن يخبرهم وقال لهم اسحبوا الحبل فلما دنا من فم البئر نظروا شيئًا غريبًا خارجا من البئر، فظنوا أنه شيطان، فتركوا الحبل وولوا هاربين .. ولم يبق أحد يمسك بالحبل إلا أخوه، فظل ماسكا بالحبل خوفًا على أخيه .. خرج أخوه من البئر، وحينها عرف الجميع أن الله قد جعل أخاه سببا في نجاته ولولا ذلك لتركوه يسقط ليلقى حتفه داخل البئر .

يقول الله سبحانه عز من قائل : ﴿ سنشد عضدك بأخيك ﴾ فلم يختر الله من اﻷقارب لشد العضد ، إلا الأخ ، فتحاشى كل ما يوتر علاقتكما ، فلن تجد بالدنيا شخصا يشد عضدك مثل أخيك .. وفي هذه الآية الكريمة في قصة موسى عليه السلام ﴿ وقالت لأخته قصيه ﴾ الأخت هي التي أهمها ماحدث لأخيها وتابعته حتى أمن عند عائلة ثم قصته حتى أعادته لصدر أمه الذي أصبح فارغا فاستراحت بعد معاناة ومخاطرة لم تعبأ من أجل أخيها أن يفتضح أمرها …
مسك الحكاية ” لن يتفقدك ويبحث عنك ليطمئن عليك، مثل أختك فاحرص أن تكسب ودها، فلن تجد من يتقصى أمرك مثلها. تمسكوا بإخوانكم وأخواتكم ، اهتموا بهم فلا يوجد أجمل من الإخوة والأخوات بعد الوالدين . لا يغرنك كثرة من حولك ، ففي وقت الشدة لن تجد إلا إخوانك .. نعمة من الله أن يكون لك أخ وأخت أو أحدهما ، ووجب على المسلم الحق أن يحافظ عليها وأن يحرص على تقويتها ، وأن يتقي الله فيها ، وأن يقوم بواجباته تجاهها على أكمل وجه .