مع تصاعد درجات الحرارة في فصل الصيف وازدياد عدد الحالات المرتبطة بالإجهاد الحراري، تبرز ضربة الشمس كواحدة من أخطر المشكلات الصحية التي تهدد الحياة إذا لم يُتخذ الإجراء السريع لعلاجها، وتشير التقديرات إلى أن أقسام الطوارئ تستقبل أكثر من 100 ألف حالة مرتبطة بالحرارة الشديدة سنوياً، مما يؤكد أهمية الوعي بأعراض ضربة الشمس ومخاطرها.
ضربة الشمس تحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، وتفشل آلية التبريد الطبيعية في الجسم، وقد تصل الحرارة الداخلية إلى 41 درجة مئوية خلال دقائق معدودة، ما يؤدي إلى أعراض حادة تشمل الدوخة، التشوش، صعوبة في الكلام، فقدان الوعي، أو حتى نوبات وتوقف القلب.
في حال ظهور هذه الأعراض على شخص ما، فإن التدخل الفوري ضروري، ينصح بنقل المصاب إلى مكان مظلل وبارد، وتبريد جسمه باستخدام مناشف مبللة بالماء البارد أو أكياس ثلج تُوضع على الرقبة وتحت الإبطين والفخذين، يُفضل أيضاً ترطيب الملابس وعدم ترك المصاب بمفرده حتى تصل فرق الطوارئ.
وقبل الوصول إلى مرحلة ضربة الشمس، قد يُعاني الشخص من الإجهاد الحراري، والذي يظهر من خلال أعراض مثل الغثيان، الإرهاق، الصداع، التعرق الشديد، والدوخة، في هذه الحالة، يُوصى بالانتقال إلى مكان بارد، تخفيف الملابس، استخدام الكمادات الباردة، وشرب الماء.
الأشخاص الذين يمارسون نشاط بدني في الطقس الحار قد يتعرضون لتشنجات حرارية، وهي تقلصات عضلية مؤلمة، ويجب حينها التوقف عن النشاط وشرب الماء أو مشروبات غنية بالإلكتروليتات
التوصيات الطبية تؤكد أن سرعة التصرف في مثل هذه الحالات قد تكون الفارق بين الحياة والموت، خاصةً في ظل الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة في أنحاء مختلفة من العالم.