استلم نائب رئيس فرع جهاز الشرطة السياحية وحماية الآثار بمدينة سبها العقيد أسعد عقيلة، أربعة مستحثات أثرية سلّمها كل من المواطن خليفة علي محمد، والمواطن يونس سعد ترجم، بعد أن عثرا عليها في تكوينات من الحجر الجيري بأودية الشراب في منطقة جبل الحساونة.

وفي تصريح خاص لـ”المنصة الليبية”، أوضح مدير عام المركز الوطني للمأثورات الشعبية أمبارك الصقاط، أن المواطنين قاما بمبادرة وطنية بإبلاغ الجهات المختصة وتسليم المستحثات التي تضمنت رسومات لأسماك وقطعتين لنباتات، مؤكداً استمرار الأبحاث حول هذه القطع.
وبحسب تقرير علمي صادر عن قسم الآثار والسياحة بكلية الآداب بجامعة سبها، الذي حصلت المنصة على نسخة منه، شارك وفد رسمي من القسم في مراسم استلام المستحثات بناءً على مراسلة واردة من شرطة السياحة وحماية الآثار في سبها، وتمت المعاينة الأولية للقطع بحضور الجهات المعنية مع التأكيد على أهمية اتخاذ التدابير العلمية لحفظ ودراسة هذه المكتشفات.
وأورد التقرير توصيفاً للمستحثات التي تمثلت في بقايا متحجرة لأسماك عاشت في بيئات مائية قديمة، وتُظهر تفاصيل دقيقة للبنية العظمية والزعنفيات، كما شملت الاكتشافات مستحثات نباتية توضح تفرعات دقيقة لنباتات وطحالب بدائية تعود لعصور جيولوجية قديمة.


وتُقدّر التحاليل الأولية أن عمر هذه المستحثات يتراوح بين 40 إلى 100 مليون سنة، ما يشير إلى أنها تعود إلى أواخر العصر الطباشيري أو العصر الإيوسيني، وتُعد مرجع علمي مهم لفهم البيئات القديمة والتنوع البيولوجي في شمال إفريقيا خلال تلك الحقب.
وأشار التقرير إلى أن منطقة جبل الحساونة تتميز بتكويناتها الجيولوجية الغنية، وتحتوي على مواقع أثرية فريدة من نوعها، مثل الرسوم الصخرية التي تُبرز مشاهد حيوانات وزخارف رمزية تجسد جوانب من حياة الإنسان القديم وعلاقته بالطبيعة.


واختتم قسم الآثار والسياحة توصياته بالدعوة إلى إجراء دراسات علمية متخصصة على المستحثات بالتعاون مع خبراء في الأحياء القديمة والجيولوجيا، والعمل على توثيقها ضمن قاعدة بيانات علمية وطنية، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية في المنطقة، وتشجيع التعاون بين الجامعة، والشرطة السياحية، والمواطنين للحفاظ على التراث الطبيعي والأثري.