سجّلت عدة مناطق في جنوب ليبيا خلال الأيام الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في وتيرة حرائق الغابات ومزارع النخيل، بالتزامن مع موجات حرارة شديدة تجاوزت المعدلات الطبيعية، وسط تحذيرات من تأثيرات التغيرات المناخية، ومطالبات شعبية ومجتمعية بضرورة التدخل العاجل للحد من الأضرار.

وأفاد شهود عيان وسكان محليون بأن الحرائق انتشرت بسرعة في بعض الواحات والمزارع بفعل الرياح الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة، ما أسفر عن تدمير مساحات واسعة من الغطاء النباتي وأشجار النخيل التي تُعد مصدر رزق أساسي للعديد من العائلات.


ويُرجّح مختصون في الشأن البيئي أن تكون موجات الحر الشديد والجفاف الناتج عن التغيرات المناخية، بالإضافة إلى بعض الممارسات الزراعية غير الآمنة، مثل تجميع بقايا النخيل الجافة أو إشعال النيران دون مراعاة شروط السلامة، من الأسباب الرئيسية وراء هذه الحرائق.
وفي هذا السياق، عبّرت عدة جهات محلية عن قلقها من الأضرار البيئية الناجمة عن تكرار الحرائق، والتي تشمل فقدان التنوع الحيوي، وتدهور التربة، وتراجع منسوب المياه الجوفية، مما يهدد الأمن الغذائي المحلي واستدامة الموارد الطبيعية في المنطقة.



ورغم ضعف الإمكانيات، بذلت فرق الدفاع المدني ومتطوعون من أبناء الجنوب جهودًا كبيرة في السيطرة على النيران، في وقتٍ دعا فيه ناشطون ومواطنون إلى ضرورة دعم هذه الفرق وتوفير المعدات الحديثة لها، وإنشاء مراكز تدخل سريع في المناطق النائية.
كما شدد مواطنون ومختصون على أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر إشعال النيران في الفضاءات المفتوحة، وإطلاق حملات لتنظيف الأحراش والمزارع من المخلفات القابلة للاشتعال، إلى جانب تفعيل خطط الاستجابة السريعة بالتنسيق مع الجهات البيئية والمجالس المحلية.



وأكدت فعاليات مجتمعية أن ما تشهده المنطقة من حرائق متكررة هذا العام يُعد جرس إنذار يستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات الرسمية والمجتمع المدني معًا، لحماية الثروات الزراعية والبيئية التي تُشكّل إرثًا وطنيًا للأجيال القادمة.