زينت أرفف المكتبة الثقافية في المنصة الليبية الإخبارية كتب المؤلف الدكتور / محمد حسين سليمان محجوب ( محمد محجوب ) أستاذ الفلسفة الإنسانية بجامعة بنغازي ، الأستاذ المحاضر في برنامج الماجستير والدكتوراه جامعة بنغازي .. ويزور المنصة اليوم الأحد الموافق 13 / 7 / 2025 م ليستكمل الباقة المتنوعة الثقافية بإصداراته الحديثة لهذا العام الجزء الثاني لروايته ” مر القدر ” وكتابه العلمي كدراسة تحليلية المعنون ” الذكاء الاصطناعي . علم بيني يحاكي قدرات البشر ” .

الروائي الفيلسوف محمد محجوب .. ككل عالم يشعر بأهمية أن يهب علومه لتفيد من حوله طلبته ومجتمعه ومع ملاحظة أن الدكتور لم يخصص طرحه العلمي أو الأدبي لشخوص بعينهم بل دائما ما تهمه البشرية قاطبة ما يلمس القارئ إنسانية مايرنو إليه كأستاذ تارة وكروائي أخرى وفي كليهما هو من هو عليه يمشي هونا بتواضع وثقة مايملك من قيمة أدبية وعلمية .. جاء في الإهداء :
سابقت الزمن لأهدي هذا الكتاب
إلى كل روح صادقة , تتحدى الصعاب
من أجل المعرفة والعلم
وعن كتابه الذكاء الاصطناعي كتاب يبحث : في عالم تتسارع فيه الابتكارات وتتشابك فيه العلوم يأتي هذا الكتاب ليقدم دراسة تحليلية شاملة تسلط الضوء على الذكاء الاصطناعي ليس فقط كظاهرة تقنية بل كعلم بيني يمزج بين الفلسفة والعلوم التجريبية .
ينطلق الكتاب من رؤية فلسفية معمقة تعيد التفكير في العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والبشري , وتطرح تساؤلات جوهرية حول طبيعة هذا العلم وأبعاده الأخلاقية والمجتمعية .. بأسلوب علمي رصين .. يناقش المؤلف محاور عدة منها :
_ دور الفلسفة في تشكيل الذكاء الاصطناعي .
_ العلاقة بين الخوارزميات والجينات البشرية وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الإنسانية .
كما يتعمق الكتاب في بنية الذكاء الاصطناعي من خلال فصوله الستة مستعرضا شروطه / وظائفه / وأنواعه .. مع إبراز دوره في إعادة تشكيل فهم الإنسان لنفسه وللبيئة من حوله طارحا رؤية جديدة للعلم البيني .. (( العلم البيني هو مقاربة بحثية تتجاوز الحدود التقليدية للتخصصات الأكاديمية لتوفير فهم شامل ومتكامل للموضوعات التي تتطلب أكثر من مجال معرفي واحد لدراستها. العلم البيني لا يقتصر على جمع المعلومات من تخصصات مختلفة، بل يهدف إلى دمج هذه المعلومات بطريقة تولد فهماً جديداً وأكثر شمولية )) مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية بل هو البوابة لفهم تطور الإنسان في سياق فلسفي معرفي شامل .. وفكرة الكتاب دمج الفكر مع التطبيق مستكشفا أفق الذكاء الاصطناعي بروح الباحث الفلسفي والمبتكر العلمي .. ليكون مرجعا لاغناً عنه للمفكرين والمهتمين برسم ملامح المستقبل .
الكتاب من القطع الكبير جاء في 159 صفحة طبع عن مكتبة الكون للنشر والطباعة والتوزيع ( طرابلس . القاهرة ) قسم مادته العلمية الفلسفية إلى فصول سته جاء في آخرها الخاتمة والمراجع .


رواية الدكتور محمد حسين محجوب ( مر القدر ) جاءت في 152 صفحة من القطع المتوسط طبعت الجزء الثاني أيضا دار الفسيفساء العلمية وعنونه الكاتب ( حافلة العودة ) ولم يعنون الجزء الثاني أو يبين دلالته إلا عنوان الرواية ذاتها وكل قسم جاء في لوحة عنونت داخليا وتذكيرا للقارئ الكريم حيث عرضت كل لوحاتها تباعا عبر القسم الثقافي بالمنصة الليبية الإخبارية بدأت بلوحة ( لقاء بين غريبين ) لتختتم اللوحة الرابعة والعشرون بعنوان ( الاختبار ) أما هذا الجزء الصدر في 2025 رغم عنونته بحافلة العودة إلا أن لوحاته تميزت كل منها بعنوان فكانت تسعة عشر لوحة الأولى ( بنغازي اليوم الأخير قبل العصر ) إلى اللوحة التاسعة عشر ( يوم رحيل هند ) وربما تهيأ للمؤلف جمال أن يهدى النتاج الأدبي لبعضهم أو لأحدهم فتدارك في الجزء الثاني أن يكتب إهداء لطيفا فيه مزج لفكر الفيلسوف والروائي وربما لأن فكرة الرواية كما صاغها تقول (( القدر من عالم الغيب .. نحاول نحن البشر جعله منطقيا )) هذا ماجعله يكتب إهداءه كالتالي :
إلى كل إنسان عاش مرّ القدر
إلى كل عقل تفكر في القدر
أهدي هذه الرواية ” مُرُّ القدر”

( صورة مر القدر )
ختاما .. مساء الأحد كان أدبي بامتياز إذ .. استقبلت وفريق عمل المنصة الدكتور محمد محجوب دائم الانشغالات واستلمت الكتابين وعليهما إهداءان خطيان للمنصة وخصني بتوصية أن أكتب ملاحظاتي وهذا صعب ومسؤولية ملقاة على عاتقي سأحاول أن أكون على قدرها إذ كيف أضع نفسي مكان الكاتب خاصة في الجانب العلمي التحليلي للكتاب الثاني وأنا حقيقة لست في مستوى تفكيره وعلومه العملية الأكاديمية الفلسفية ولا أدعيها مطلقا .. فالنقد مسؤولية على كل منتقد أدبيات الآخرين فهم النص من خلال قراءته بعناية لمرة وقد تكون لأكثر من مرة وتحديد الفكرة الرئيسية، ومن ثم تحليل أسلوب الكاتب وبنيته، وتقييم الأدلة والحجج المستخدمة ، وتحديد نقاط القوة والضعف ، وأخيراً تقديم حكم نقدي حول العمل .. وليس كل الناس بقادرين على النقد فهو دراسة ومهارة في آن تستدعي هضم الموضوع وعدم السطحية ومن يحمل في قلبه آفات العصر التي ملأت عددا من القلوب حولنا من ( البغي وعدم العدل والتجني على كتابات الآخرين جزافا ) لن يفلح في تقديم نقد بناء هادف .. شكرا ملء القلب للمؤلف لزيارته ولهداياه الغالية وليقدرنا الله على التمعن في القراءة والفهم والتمحيص ثم كتابة حيادية صادقة عن الفكرة وحبكتها وموضوعها وأهميته وجمالياتها .
عفاف عبدالمحسن
