أعلنت مؤسسة “العابرين” عن استكمال تنفيذ مشروع إنشاء وتجهيز مقبرة خاصة بمجهولي الهوية، بمحاذاة المقبرة الإسلامية في مدينة طبرق، في خطوة إنسانية تهدف إلى صون كرامة الضحايا الذين تعذر التعرف على هويتهم، وتوفير مدفن لائق بهم وفق الضوابط الشرعية والاعتبارات الحقوقية.
وتم تنفيذ المشروع بتمويل ذاتي من المؤسسة، وجهود تطوعية خالصة من فريق العمل، إضافة إلى مساهمات مشكورة من أهالي المدينة، الذين لبّوا نداء الواجب الإنساني وشاركوا في دعم هذا العمل النبيل.
وشمل المشروع بناء سور خارجي لحماية الموقع، إلى جانب تنظيم المقبرة إلى مدافن منفصلة موزعة بطريقة تسهّل الوصول، مع إعداد مخططات داخلية وإرشادات تنظيمية تهدف إلى تسهيل المتابعة والرصد من قبل الجهات المختصة وذوي المفقودين.
وفي بيان رسمي لها، أكدت المؤسسة أن الهدف من هذا المشروع هو تلبية حاجة ملحّة في مجال حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، من خلال توفير مكان لدفن مجهولي الهوية بكرامة، وتمكين أهالي المفقودين من التواصل مع الجهات المعنية، بحثًا عن أي خيط يمكن أن يسهم في التعرف على ذويهم المفقودين.
وأشارت المؤسسة إلى أن المقبرة قد تم تسليمها رسميًا للسلطات المحلية بمدينة طبرق، التي ستتولى بدورها المسؤوليات المتعلقة بتوثيق الحالات، ومتابعة أي مستجدات تتعلق بهوية الضحايا، وتسهيل الوصول إلى المعلومات لمن يرغب في البحث عن مصير ذويه.
كما وجّهت مؤسسة “العابرين” شكرًا خاص لكل من ساهم في إنجاح المشروع، من متطوعين وأهالي ومتبرعين، معتبرة أن هذا العمل يُجسد التكاتف المجتمعي، ويجسد قيم الوفاء والرحمة، والاحترام للكرامة الإنسانية، حتى في الموت.