نشر المركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية ورقة بحثية علمية بعنوان “تقدير مستويات المعادن الثقيلة (الرصاص، الكادميوم، والزنك) في عينات الكحل الخام والتجاري والتقليدي المباعة في ليبيا، بالتعاون مع فريق بحثي من جامعة سبها، ومشاركة الدكتور أبوبكر الشريف ممثلاً عن المركز.
وأوضحت الدراسة أن الكحل التقليدي، إلى جانب بعض مستحضرات التجميل الأخرى، يحتوي على نسب مرتفعة من المعادن الثقيلة، خاصة عنصر الرصاص الذي تجاوز في بعض العينات 10,000 ميكروغرام/غرام، وهو مستوى يفوق الحدود المسموح بها وفق معايير منظمة الصحة العالمية، كما كشفت التحاليل عن وجود الكادميوم والزنك في جميع المنتجات التي خضعت للفحص، حيث شملت 27 عينة مختلفة، من بينها أقلام تحديد العين، ومستحضرات التاتو، وأنواع متعددة من الكحل الخام والتجاري.
وبيّنت الورقة أن استخدام الكحل التقليدي للأطفال الرضّع يشكّل خطورة كبيرة على صحتهم بسبب تعرضهم لمستويات عالية من الرصاص، ما قد يسبب أضرار خطيرة على المدى البعيد. وأكدت الدراسة أن النتائج تبرز الحاجة الماسة إلى تشديد الرقابة على مستحضرات التجميل المطروحة في الأسواق الليبية، خاصة المنتجات مجهولة المصدر، وزيادة وعي المستهلكين بمخاطر استخدامها.
وأوصى الباحثون بضرورة إجراء مزيد من الدراسات للكشف عن عناصر سامة أخرى قد تكون موجودة في منتجات الكحل، إلى جانب تكثيف الفحوصات الدورية من قبل الجهات الرقابية لمنع تداول المنتجات التي تشكّل خطر على الصحة العامة، إضافة إلى نصائح موجهة للنساء بالتقليل من استخدام مستحضرات التجميل يومياً وتجنب الأنواع غير الموثوقة، والتنبيه للأمهات بعدم استخدام الكحل التقليدي للأطفال.