الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-09-10

1:34 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-09-10 1:34 صباحًا

نبات الشيح بين مزاعم استخدامه كعلاج للسرطان وبين النفي تقف التحذيرات من اندثاره في المنتصف

نبات الشيح بين مزاعم استخدامه كعلاج للسرطان وبين النفي تقف التحذيرات من اندثاره في المنتصف

تتباين الأقاويل بين قيمة نبات الشيح ودوره في علاج الأمراض السرطانية، وبين تأكيدات مختصين وأطباء بعدم جدواه، يأتي ذلك وسط تحذيرات من اندثاره بسبب الحش الجائر الذي يتعرض له.

شهادات مواطنين

وفي هذا الصدد انتشر خلال الأيام الماضية أحاديث عدة عن نبات الشيح ودوره في علاج السرطان، وخرج بعض المواطنين يؤكدون شفاء ذويهم من المرض بسبب هذا النبات، بينهم المواطن علي محمد يونس من سكان مدينة صبراتة، حيث قام نجله بتصوير مقطع فيديو استدل فيه بصور الأشعات والتحاليل التي تثبت إصابته بالأورام ومن ثم شفاءه منها بعد تناول الوصفة الشعبية التي نصحه بها المدعو الحاج إبراهيم المريمي.

الحاج “إبراهيم المريمي” من سكّان مدينة سلوق، وأعلن عن قيامه بإعداد وصفة عن طريق “عشبة الشيح والقهوة”، كانت سببا في شفاء 38 حالة من السرطان، مطالبًا عمل دراسة لهذه الوصفة لأنها تكللت بالنجاح وتقضي على مرض السرطان.

لا توجد أدلة علمية

أثارت هذه التصريحات موجة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، والمحطات التلفزيونية، حيث نفى استشاري أمراض الباطنة والشيخوخة عصام الغناي، في تصريحات رصدتها “المنصة” مزاعم العلاج من مرض السرطان باستخدام خليط الشيح والقهوة، مؤكدا أنه لا توجد أي أدلة علمية تفيد بمساهمة الشيح في علاج الأورام، محذرا من الاستخدام المُفرط للشيح.

وعلى الرغم من المختصين الذين أكدوا عدم وجود ما يثبت علميا صلة هذا النبات بعلاج الأورام، إلا أن الحش الجائر لهذا النبات وصل إلى حد التنبيه من احتمالية اندثاره في ليبيا، حيث يتم حش النبات من جذوره وهو ما يعني صعوبة نموه من جديد.

يأتي ذلك على الرغم من الدعوات التي تطالب بقطع الجزء المطلوب من النبات وترك جذوره في الأرض لينمو مرة أخرى وتزيد الاستفادة من النبتة.

القطع الجائر

وفي هذا السياق حذّرت الباحثة هبة الحنش، من مركز البحوث الزراعية والحيوانية في مدينة البيضاء، في تصريحات خصت بها “المنصة” من تعرّض نبات الشيح البري لخطر الاندثار والانقراض نتيجة ما وصفته بـ”القطع الجائر وغير المنضبط”، وذلك في أعقاب انتشار واسع لمعلومات غير دقيقة حول فعاليته في علاج السرطان، وتداول مقاطع مرئية تُظهر معالجًا يحثّ المواطنين على اقتلاع النبات من جذوره.

وأكدت الحنش، المتخصصة في النباتات الطبية والعطرية، أن نبات الشيح “من أقدم النباتات المستخدمة في الطب الشعبي في ليبيا، وكان يُستخدم منذ العصور القديمة لعلاج العديد من الأمراض”، مشددة في الوقت نفسه على أن مركز البحوث الزراعية لا يخوض في الجوانب الطبية للموضوع، بل يسلّط الضوء على أهمية هذا النبات بيئيًا وبوتانيًا وعلى ضرورة الحفاظ عليه.

الجذور لا تستخدم في العلاج

وأوضحت الحنش أن الشيح نبات عشبي شُجيري له استخدامات علاجية متعددة، لكن الجزء المستخدم فيه يقتصر على الأوراق والأزهار فقط، أما الجذور فلا تُستخدم طبيًا على الإطلاق.

وأضافت: “الجذر لا علاقة له بأي علاج، وظيفته البيئية هي تثبيت النبات في التربة وامتصاص العناصر الغذائية، أما عند الحاجة إلى استخدام النبات، فإن المطلوب فقط أخذ جزء من الأوراق والأزهار بنسبة لا تتجاوز 20% من النبات، وترك الجذر وساق النبات في مكانه كي تتاح له فرصة التجدد الطبيعي”.

وانتقدت الباحثة بشدة الممارسات المتزايدة باقتلاع النبات من جذوره، مؤكدة أنها “ممارسات غير علمية وخاطئة تهدد هذا المورد الطبيعي بالانقراض”، لافتة إلى أن ليبيا سبق أن خسرت نباتًا نادرًا يُعرف بـ”السيلفيوم” كان ينمو في الجبل الأخضر، واندثر بسبب الجهل بضوابط الجمع وعدم وجود توعية بيئية في ذلك الوقت، ولم يتبقَّ من أثره سوى صوره على الطوابع والعملات القديمة.

وشددت الحنش على أن هناك ضوابط علمية دقيقة لجمع نبات الشيح، من بينها اختيار توقيت الجمع – والذي يفضل أن يكون في أواخر الصيف بعد جفاف الأزهار – واستخدام أدوات حادة ونظيفة، وقَص النبات بطريقة مدروسة للحفاظ على فرص تجدد النبتة.

ودعت الباحثة الجهات الرسمية المعنية، من بينها الجهات الحكومية، والشرطة الزراعية، والحرس البلدي، مطالبةً بوقف ظاهرة القطع الجائر لهذا النبات فورًا، منع بيعه أو تصديره بكميات كبيرة لأي جهة كانت، محاسبة المتاجرين به دون تراخيص من الجهات المختصة، إطلاق برامج توعوية وبيئية لتعريف المواطنين بقيمة هذا النبات وكيفية التعامل معه بطريقة مستدامة، إضافة إلى تنظيم حملات تشجير، لا سيما في المناطق المفتوحة والطرقات، للحد من ظاهرة التصحر والتغير المناخي.

أنواعه تتعدى 400

أما عضو هيئة التدريس جامعة عمر المختار كلية موارد طبيعية عبد السلام اقويدر فأوضح في تصريحات خاصة لـ “المنصة” أن نبتة الشيح عُرفت في حضارات قديمة واستخدمت في مجالات كثيرة، بعضها طبية مثل علاج الديدان وطرد الميكروبات، ومع ذلك يجب تقنين استخدامه، وأضاف أنه نبات منتشر في حوض البحر المتوسط.

وقال قويدر أن بعض الدراسات أشارت الى أنواع هذه النبتة تتعدى 400 نوع عالميا، مبينا أنه نبات رعوي له جودة عالمية ما بين الجيدة والمتوسطة.

وانتقد قويدر حملة الحش التي يتعرض لها هذا النبات من جذوره وهو ما يؤدي إلى خطورة اندثاره،

8 أصناف في ليبيا

من جانبه قال المدير العام لمركز البحوث الزراعية والحيوانية، عبدالحميد بوسلوم، إن الحصد الجائر لنبات “الشيح” سيؤدي إلى انقراضه في فترة وجيزة، مؤكدا أن المواطنين يقطعونه للتجارة وليس للاستفادة منه للعلاج، مؤكدا أنهم خاطبوا الجهات الضبطية بالخصوص.

وأشار بوسلوم إلى أن نجاح “الشيح” في علاج الأورام من عدمه ليس اختصاص المركز، الذي ينحصر في التنبيه إلى أهمية استدامة هذه النبتة، لافتا إلى وجود 8 أصناف من “الشيح” في ليبيا، كاشفًا أنهم بصدد التعاون مع مركز التقنيات الحيوية لتحليلها والمقارنة بينها ومدى فاعليتها، وتحديد المركبات الموجودة بها.

التوازن البيئي

وأوضح مركز البحوث الزراعية في منشور له على صفحته الرسمية، أن نبات الشيح يُعد من النباتات الطبية والعطرية المهمة، ويؤدي دورًا بيئيًا حيويًا في حماية التربة والتنوع البيولوجي، إذ يعتبر موطنًا طبيعيًا للكائنات الدقيقة والحشرات النافعة.

وأشار مركز البحوث، إلى أن الاستنزاف الجائر لهذا النبات يُهدد بانقراضه محليًا، ويؤدي إلى تعرية التربة وزيادة معدلات التصحر، مما يُعرض التوازن البيئي في بعض المناطق للخطر، مؤكدة أن التعامل مع النباتات الطبيعية يجب أن يخضع لضوابط علمية دقيقة.

وعن المزاعم المتداولة بشأن استخدام الشيح في علاج السرطان، أوضح مركز البحوث أن تلك المعلومات لا تزال في إطار الدراسات المخبرية ولم تُعتمد من أي جهة علمية موثوقة.

الفوائد الطبية

وبشأن فوائد نبات الشيح الطبية أفادت المصادر أن النبات يستعمل كاملاً عدا جذوره والمواد الفعالة في الشيح زيته ومادة السانتونين المتوفرة فيه والفعالة في طرد الديدان من المعدة، كما أنه يقطع البلغم ويُذهب الفُواق، والمغص، ويستعمل مغليه لعلاج الحميات ومنقوعه في تخفيف البول السكري.

كما أنه يمكن خلَط رمادُه مع أي دهن فيُزيل داء الثّعلب، والحزاز، وتُستخدم أوراق الشيح كبخور حيث يحرق في المنازل لتطهيرها من الروائح الكريهة ولطرد الهوام، والثّعابين، والحشرات.

وأكدت المصادر على ضرورة مراعاة عدم المبالغة في استخدامه بسبب مادة السانتونين ذات الآثار السمية إذا استخدمت بكثرة، أو بصورة مستمرة.

ما بين التحذيرات من الإكثار من استخدام النبات والقلق من اندثاره بسبب الحش الجائر وبين التأكيدات بتسببه في علاج مصابين بالأورام، يبقى رأي المختصين والآراء العلمية والدراسات المعملية والسريرية هي الدليل الذي يمكن الاستناد عليه.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications