محمد محجوب
ما ماهية الذكاء الاصطناعي ؟
ورد هذا السؤال في كتابي ( الذكاء الاصطناعي علم بيني يحاكي قدرات البشر دراسة تحليلية ) وخصصتكم بإجابة هذا التساؤل كلمحة موجزة كما كثير من مقاطع توضيحية في مجمل المعلومات بين دفتي الكتاب .
أتصور طبيعة ( ماهية ) علم الذكاء الاصطناعي فيها من السهولة ماتمتاز به عن غيرها ويكمن هذا التميز في أن هذا العلم لا يحتاج للعودة للتاريخ كما في أي مجال آخر على الرغم من تداخل علوم فرعية كثيرة فيه وربما يصدق عليه ماقيل بأن النجاح في العلم يكون ممكنا دون معرفة التاريخ ” حقيقة أنه في العلم ربما أكثر من أي مجال آخر من مجالات العمل البشري يكون النجاح دون معرفة بالتاريخ وهذا أمر ثير الوقوع ” ومن لأسئلة الأخرى التي تفرض نفسها في هذا المقام : ما مادة الذكاء الاصطناعي ؟
إن مراجع أدبيات هذا العلم تشير إلى أن المعرفة هي المداة اولية للذكاء الصنعي وهي أعلى من المعطيات والمعلومات إذ تتضمن الخبرة في مجال عين والمجال هنا متسع جدا لأنه خليط من علوم شتى لها هدف مشترك .
وعلم الذكاء الاصطناعي كياد ينطبق عليه القول الآتي ” العلم من أحد الأوجه هو التقنية المنظمة .. ومن جهة أخرى هو المنهج العقلاني والآن نشهد في زماننا هذا بداية للعودة إلى الحالة الأولى للأنسانية وذلك من خلال تداخل العلم على نطاق شامل مع كل صور نشاط الفكر بجزئيه النظري والعملي جامعا في ذلك مرة أخرى في صعيد واحد كلا من ” العالم والعامل الإداري ” ومن أجل معرفة الماهية نحتاج هنا للمقارنة لأن الذكاء الاصطناعي هو محاكاة أو محاولة مضاهاة للذكاء البشري .. وإن كان طموح العلماء يفوق ذلك ولمعرفة ماهية الذكاء الاصطناعي يتعين أولا تحديد المقصود بالذكاء الإنساني ( وهذا ماعملنا عليه في الفصل الأول من الكتاب ) فهو يرتبط بالقدرات العقلية مثل القدرة على التكيف مع ظروف الحياة والاستفادة من التجارب والخبرات السابقة والتفكير والتحليل والتخطيط وحل المشاكل والاستنتاج السليم والإحساس بالآخرين إضافة إلى سرعة التعليم واستخدام ماتم تعلمه بالشكل السليم والمفيد .
كل ماذكرته عن الذكاء البشري يقم في محيط معين وتحدثت عنه في نقطة المقارنة بين المحيطين أما الذكاء الاصطناعي فهو محاكاة لذكاء الإنسان وفهم طبيعته عن طريق عمل برامج للحاسب الآلي قادرة على محاكاة السلوك الإنساني المتسم بالذكاء .. هذا الذكاء يقوم على وجود الآلة فائقة الذكاء أيضا التي توصف بأنها :
آلة يمكن أن تتفوق على أي شخص مهما كانت درجة ذكائه في أداء كل الأنشطة العقلية الخاصة به ” .
يمكن الخلاص إلى أن طبيعة الذكاء الاصطناعي قدرة الآلات الحاسوبية تحاكي وتسعى للتفوق على ماتحاكي .. وأما عن وجود هذا الذكاء فإنه يوجد حاليا في كل مكان حولنا .. بداية من السيارات ذاتية القيادة والطائرات المسيرة بدون طيار .. وبرمجيات الترجمة أو الاستثمار وغيرها الكثير من التطبيقات المنتشرة في الحياة .. فهو حقيقة واقعة في حياة البشر .. وسؤال المقارنة بينه وبين الذكاء البشري قائم في كل وقت حين .. وعند دراسة ال1كاء الفطري في مكوناته نجد أنه يختلف عن الذكاء الاصطناعي لعدة أسباب .. من أهمها :
_ دراسة الذكاء الفطري تقوم على فلسفة المعرفة بمعنى أن البحاث يسعون لمعرفة هذا الذكاء من خلال التركيبة الوراثية الموجودة في جسم الكائن البشري دون تدخل أي تطور تكنولوجي .
_ وجدت فلسفة في الذكاء الاصطناعي تسعى لتقوية الذكاء الفطري وتعمل عل تجاوزه .
_ ترجع مقاييس الذكاء الفطري لفعل التفاعل الذاتي لدى الكائن البشري .
_ المعيار في الذكاء الاصطناعي هو التطور التكنولوجي .
وفي نطاق ماهية أو طبيعة الذكاء الاصطناعي يطرح السؤال التالي : هل يمكن للآلة أن تفكر ؟ وهو سؤال طرحه عديد المفكرين في هذا العلم وهو منطقي كذلك لأن جوهر الذكاء الاصطناعي هو الآلة .