أعربت جامعة الدول العربية، الأحد، عن رفضها الشديد لما اعتبرته محاولة لفرض حكومة غير شرعية في السودان من قبل تحالف يقوده قائد قوات الدعم السريع، معتبرة هذه الخطوة تهديداً مباشراً لوحدة البلاد وسيادتها، ودعت إلى احترام الإطار الدستوري والقانوني للدولة السودانية.
وفي بيان رسمي، وصفت الجامعة إعلان التحالف تشكيل حكومة موازية في مدينة نيالا، إلى جانب عزمه تعيين حكام لعدد من الأقاليم، بأنه يمثل تحدياً سافراً لإرادة الشعب السوداني، ومحاولة لفرض واقع سياسي بالقوة العسكرية دون اعتبار للتداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن ذلك، بما في ذلك تعقيد فرص التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السودانية، وزيادة مستويات العنف والنزوح التي تطال ملايين المدنيين الأبرياء.
وشدد البيان على أن الجامعة العربية ترفض بشكل قاطع تشكيل أي حكومات أو إدارات خارج الإطار الدستوري، محذرة من استمرار محاولات تقويض مؤسسات الدولة السودانية، واستبدال القانون بالفوضى، والإرادة الشعبية بالقوة المسلحة، في مسعى لتقسيم البلاد وتحويلها إلى كيانات متناحرة، الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة.
وأكدت الجامعة العربية ضرورة الالتزام الكامل بقرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2736 الصادر بتاريخ 13 يونيو 2024، والذي طالب قوات الدعم السريع بإنهاء حصار مدينة الفاشر، وتنفيذ اتفاق جدة الموقع في عام 2023 بشأن حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
كما أعادت الجامعة التذكير ببيان مجلس الأمن الدولي الصادر في الخامس من مارس الماضي، والذي عبّر عن رفضه القاطع لإنشاء سلطة حاكمة موازية في السودان، محذراً من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تصعيد النزاع، وتفتيت البلاد، وتفاقم الوضع الإنساني المتدهور.
ودعت الجامعة العربية الجهات السودانية التي تقف خلف تشكيل الحكومة الموازية إلى التراجع الفوري عن أي خطوات أحادية من شأنها تعميق الانقسام داخل الدولة السودانية، والالتزام بوقف الأعمال العدائية وفقاً لاتفاق جدة، واحترام القانون الدولي الإنساني بما يضمن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، وتهيئة الظروف المناسبة لانطلاق حوار سياسي بين الأطراف المدنية برعاية إقليمية ودولية.
وكان تحالف السودان التأسيسي، المعروف اختصاراً بـ«تأسيس»، قد أعلن يوم أمس تشكيل مجلس رئاسي لحكومة انتقالية برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). وخلال اجتماع عقد في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، قرر التحالف اختيار محمد التعايشي رئيساً للحكومة الانتقالية.
ويُذكر أن هذا التحالف قد تأسس في العاصمة الكينية نيروبي في فبراير الماضي، ويضم في صفوفه عناصر من قوات الدعم السريع، وحركات مسلحة، وأحزاباً سياسية، إلى جانب قوى مدنية.