يواجه السياح الإسرائيليين في اليونان احتجاجات غاضبة على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة في وقت تعهدت فيه السلطات بقمع ما وصفته بـ”السلوك العنصري والتجاوزات القانونية”.
وتكررت الاحتجاجات لعدة أيام متتالية فقد شهدت جزيرة كريت، الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين حاولوا منع نحو 1500 سائح إسرائيلي من النزول من سفينة “كراون إيريس” السياحية في ميناء أجيوس نيكولاوس. ورفع المتظاهرون علمًا فلسطينيًا ضخمًا ورددوا هتافات مناهضة لإسرائيل، أبرزها: “فلسطين حرة، حرة”، قبل أن تتدخل الشرطة باستخدام رذاذ الفلفل لتفريقهم، وتعتقل أربعة أشخاص.
الحادثة تُعد الثالثة من نوعها خلال أسبوع، إذ شهدت جزيرة رودس يوم الاثنين مظاهرة مماثلة ضد سفينة تقل 600 إسرائيلي، وانتهت باعتقال 13 شخصًا، فيما منعت احتجاجات سابقة في جزيرة سيروس نزول ركاب سفينة أخرى قادمة من إسرائيل، ما اضطرها لمغادرة الميناء نحو قبرص.
من جهتها، أعربت إسرائيل عن قلقها من هذه التطورات، حيث أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اتصالًا بنظيره اليوناني جيورجوس جيرابتريتيس طالب فيه بتوفير الحماية للمواطنين الإسرائيليين. وردًا على ذلك، تعهدت حكومة أثينا باتخاذ إجراءات أكثر صرامة، مشيرة إلى إمكانية تفعيل التشريعات المناهضة للعنصرية لمحاسبة المتورطين في الاعتداءات.
وتشير السلطات اليونانية إلى أن بعض المظاهرات تجاوزت الخط الفاصل بين الاحتجاجات المناهضة للحرب والهجمات المباشرة ذات الطابع العنصري ضد مواطنين إسرائيليين.
وفي خضم ذلك، نشر السفير الإسرائيلي لدى أثينا بيانًا قال فيه إن “الإسرائيليين يختارون اليونان كوجهة مفضلة بسبب جمالها وكرم ضيافتها، وهم يعززون السياحة والاقتصاد المحلي”.
يُذكر أن العلاقات بين اليونان وإسرائيل شهدت تقاربًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، ما جعل أثينا وجهة سياحية مفضلة للإسرائيليين. ومع ذلك، شهدت الأيام الماضية تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، بعد فترة من الفتور النسبي مقارنة بدول أوروبية أخرى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
وفي تطور آخر، حاول ناشطون وعمال في ميناء بيرايوس في 16 يوليو منع تفريغ شحنة من الفولاذ المخصص للأغراض العسكرية إلى إسرائيل، وأعلن اتحاد عمال الموانئ رفضه استخدام الميناء في العمليات العسكرية.
