أدان نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز تصرفات الكيان الصهيوني في غزة ووصفها بأنها “إبادة جماعية” و “وصمة عار في جبين النظام الدولي” خلال مؤتمر رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن الدولة الفلسطينية يوم الثلاثاء.
وقال يلماز في كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي رفيع المستوى الذي يستمر ثلاثة أيام بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين في مقر الأمم المتحدة، إن استمرار الصراع يهدد بتآكل النظام الدولي القائم على القواعد.
ويركز المؤتمر، الذي ترأسته فرنسا والمملكة العربية السعودية بشكل مشترك، على الخطوات الملموسة لتنفيذ حل الدولتين في ضوء التطورات الحالية في المنطقة.
وأكد يلماز أن الاحتلال لا يزال يشكل العقبة الأساسية أمام السلام، قائلاً: “علينا أن نتذكر السبب وراء عدم تحقيق حل الدولتين حتى الآن: الاحتلال. وأي حل واقعي يجب أن يواجه هذه الطبيعة القاسية للاحتلال”.
وقال يلماز: “إسرائيل تُصدّر زعزعة الاستقرار استراتيجيًا إلى المنطقة بأسرها من خلال سعيها لحروب لا تنتهي بنوايا هيمنية. لا تُستثنى أي سلطة مركزية. تُسوّق هياكل الدولة الضعيفة. الدول الفاشلة مرغوبة، بل تُهندس”.
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن تأجيل المؤتمر جاء بسبب هجمات إسرائيل على إيران، وقال: “إن إسرائيل، التي تسعى إلى حروب لا نهاية لها، وتصدر عدم الاستقرار استراتيجيا إلى المنطقة بأكملها”.
وفي معرض حديثه عن الأزمة الإنسانية في غزة، قال يلماز إن صور الأطفال والرضع الذين يموتون جوعًا أو تحت نيران العدو تؤثر بشدة على الجميع. وأضاف: “في القرن الحادي والعشرين، ستظل هذه الصور من غزة تؤرق البشرية لسنوات طويلة”.
وقال يلماز: “إن الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة وصمة عار في جبين النظام الدولي. في ظل الظروف الراهنة، يُعدّ وقف إطلاق النار الفوري والدائم الأولوية القصوى؛ إذ لا يُمكن وقف إطلاق النار إلا إذا أُجبر المعتدي على ذلك”.
ودعا إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء ما وصفه بـ”الكارثة الإنسانية” في غزة.
وأكد يلماز أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يمكن تأخيره أكثر من ذلك، وقال: “إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو الخطوة الأكثر إلحاحاً التي يجب على أولئك الذين لم يفعلوا ذلك بعد أن يتخذوها”.
وأضاف “وفي هذا الإطار، نرحب بجميع الخطوات الأخيرة نحو الاعتراف، بالإضافة إلى هذه الخطوات السياسية العاجلة، علينا أيضًا مساعدة الإدارة الفلسطينية في بناء قدراتها بكل السبل الممكنة”.
وأكد أن جهود إعادة الإعمار في فلسطين ينبغي أن تبدأ “دون تأخير” وأكد استعداد تركيا للمساهمة بشكل فعال في هذه الجهود.
ودعا نائب وزير الخارجية إلى تحرك دولي ملموس يتجاوز المساعدات الاقتصادية، وقال: “إن فلسطين بحاجة إلى تضامن سياسي قوي وملموس، وينبغي أن يتم تنفيذه جنباً إلى جنب مع تدابير قسرية مثل حظر الأمم المتحدة لنقل الأسلحة ووقف التجارة مع المعتدي”.
وأدان يلماز أنشطة الاستيطان الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية، وقال: “إن الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون في نهاية القرن الحادي والعشرين لا ينبغي أن يمر دون عقاب؛ ويجب أن يواجه المستوطنون وأولئك الذين يدعمونهم العواقب”.
