شارك رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، اليوم الجمعة في أعمال القمة الثلاثية التي عقدت بمدينة إسطنبول، وجمعته بكل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وذلك لبحث ملفات التعاون الإقليمي، والاستقرار، والتكامل الاقتصادي في منطقة المتوسط.
وأكد الدبيبة، خلال كلمته، أن ليبيا حريصة على ترسيخ شراكات فعالة تقوم على التوازن والاحترام المتبادل، مشيرًا إلى أن البلاد تعمل على استعادة دورها الإقليمي من موقع الشريك الفاعل والموثوق، في ظل التحسن الملحوظ في الأوضاع السياسية والأمنية.
وشهدت القمة مناقشات حول آفاق التعاون الاقتصادي، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز الشراكة في مجالات الطاقة، والنفط والغاز، والبنية التحتية، وربط ليبيا بمشاريع إقليمية في المتوسط، بما في ذلك الاستثمار في الموانئ، وتطوير الشبكات الكهربائية، وتنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة.
واستعرض الدبيبة جهود الحكومة في مواجهة شبكات التهريب والأنشطة الخارجة عن القانون، مقدمًا تصورًا متكاملاً لتعزيز التنسيق الإقليمي في هذا المجال.
كما دعا إلى عقد اجتماع وزاري رباعي يضم ليبيا وتركيا وإيطاليا وقطر، للبدء في تنفيذ مشاريع مشتركة وتوحيد الجهود في الملفات ذات الأولوية، مشيرًا إلى استعداد قطر العملي للمساهمة في الدعم اللوجستي والإنساني والتقني.
كما تطرّق الدبيبة إلى العملية الأمنية الواسعة التي أطلقتها الحكومة في طرابلس ومناطق أخرى، بهدف إنهاء نفوذ المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل خيارًا سياسيًا وأمنيًا واضحًا لاستعادة هيبة الدولة، وتفكيك البُنى الموازية التي تعرقل عمل المؤسسات.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن حكومة الوحدة باتت في موقع أقوى سياسيًا وميدانيًا، وقادرة على لعب دور إقليمي متوازن ومسؤول، معتبرًا أن قمة إسطنبول تمثل دعمًا سياسيًا للمسار السيادي الليبي، وتعكس تصاعد الاعتراف الدولي بجهود الاستقرار والتعاون في حوض المتوسط.





