أنقذت سفينة الإنقاذ “نادير” التابعة لمنظمة RESQSHIP، في وقت مبكر من صباح أمس، 26 مهاجرًا غير نظامي كانوا في حالة خطر على متن قارب مطاطي مكتظ في منطقة البحث والإنقاذ التابعة لمالطا، وذلك بعد يومين من مغادرتهم سواحل مدينة صبراتة الليبية دون أي سترات نجاة.
وضمت المجموعة ثلاثة نساء وثلاثة قاصرين و23 رجلاً، واجهوا خلال رحلتهم البحرية أمواجًا عالية وصل ارتفاعها إلى مترين، مما فاقم من أوضاعهم وهدّد سلامتهم.
وبعد إتمام عملية الإنقاذ، سلّم طاقم السفينة جميع الناجين إلى خفر السواحل الإيطالي، الذي تولّى نقلهم مساء أمس إلى ميناء لامبيدوزا جنوب إيطاليا، حيث وصلوا بسلام.
وبحسب بيان صادر عن المنظمة، فإن طاقم السفينة رصد القارب قرابة الساعة 11 صباحًا، وأبلغ على الفور السلطات المختصة، قبل أن يرسل زورقًا جانبيًا لتقييم الوضع. وقام الطاقم بتزويد المهاجرين بسترات نجاة ومياه شرب وبطانيات إنقاذ، وبدأ بمرافقتهم شمالًا باتجاه لامبيدوزا، باعتبارها أقرب نقطة آمنة.
إلا أن سوء الأحوال الجوية وضعف محرك القارب حال دون تقدمهم، مما اضطرهم للتوقف عدة مرات. وعلى مدار ست ساعات، بقي طاقم “نادير” إلى جانب القارب في البحر، وظل يطالب بتدخل منسّق من قبل الجهات المعنية إلى أن وصلت دورية من خفر السواحل الإيطالي وتولت نقل جميع الركاب إلى لامبيدوزا بأمان مساء أمس.
ويأتي هذا الإنقاذ بعد أيام من حادث مأساوي سجلته المنظمة ذاتها، حين أعلنت في الأول من أغسطس عن مصرع شخص واحد وفقدان ثلاثة آخرين في عرض البحر، أثناء محاولتهم عبور المتوسط. وتمكنت السفينة نادير في ذلك اليوم من إنقاذ 36 شخصًا من قارب غير صالح للإبحار، ثم أنقذت 12 آخرين من المياه بعد ساعات، ليرتفع عدد الناجين في تلك العملية إلى 48.
هذه الحوادث المتكررة تؤكد على حجم المخاطر التي يواجهها المهاجرون خلال رحلاتهم المحفوفة بالموت، في ظل استمرار محاولات العبور من السواحل الليبية نحو أوروبا على متن قوارب هشة ودون تجهيزات سلامة.
