لطالما كانت تونس أحد الوجهات الرئيسية لليبيين الراغبين في السفر للخارج سواء لغرض السياحة أو القاصدين العلاج، ويستمر ذلك منذ عقود مضت.
يأتي ذلك على الرغم من تأثر تدفق السياح الليبيين بالغلق المتكرر لمعبر رأس اجدير البري بين البلدين خلال السنوات الماضية الأمر الذي تسبب في تراجع حركة العبور والتجارة.
ففي 2016 كشفت إحصائيات تونسية رسمية، أن 2.6 مليون ليبي، كانوا يتواجدون في البلاد خلال تلك السنة، حيث قالت وزارة الداخلية التونسية، ”بلغ عدد الليبيين 2.671.188 يتواجدون حالياً في تونس”.
فيما أكد الديوان الوطني التونسي للسياحة، أن ( 2.1 ) مليون ليبي، زاروا تونس منذ بداية 2023 حتى 10 ديسمبر الجاري.
وفي 2024 زار مليونان و254 ألف ليبي تونس خلال العام 2024، وبذلك يعتبر الليبيون هم ثاني أكثر السياح اقبالا على القدوم لتونس بعد الجزائريين في ذلك العام.
القرب الجغرافي
وقد يرجع استهداف الليبيين لتونس للتوجه إليها إلى الرباط الجغرافي والتاريخي بين البلدين، حيث يشترك البلدان في حدود طولها 460 كيلومتراً، ويوجد على طول هذه الحدود معبران حدوديان هما “راس جدير” و”ذهيبة”، وأغلب الشريط الحدودي ذو طابع صحراوي جاف، ولهذا اشتغل الناس على جانبي الحدود بالتجارة، وحتى التهريب أحياناً، في ظل تجاهل من الطرفين للمساءلة؛ لأنه صُنّف ضمن التجارة «غير النظامية».
علاج الليبيين بتونس
وتعتبر زيارة الليبيين لتونس بهدف العلاج من بين أهم أسباب توجه الليبيين لدولة الجوار، وذلك لما تملكه تونس من إمكانيات علاجية وطبية ومصحات، إضافة إلى أنها أحد الوجهات التي توجهها الدولة للمرضى الذين سيتم علاجهم على نفقة الحكومة.
وفي هذا الإطار كشف رئيس الغرفة النقابية الوطنية للمصحات الخاصة بتونس بوبكر زخامة أن “ليبيا مدينة بمبلغ يتجاوز 112 مليون دولار للمصحات التونسية، وهي ديون تراكمية غير مدفوعة لمصلحة 60 مصحة تونسية خاصة يُستقبل فيها الليبيون.
تونس وجهة سياحة علاجية
من جانب آخر، أكد رئيس لجنة السياحة بمجلس النواب التونسي باديس بلحاج علي، أن البلاد تزخر بالكفاءات الطبية وشبه الطبية وأيضا لما هناك من تكامل بين البنية الصحية المتطورة والكفاءات الطبية التي تحظى بسمعة طيبة إقليميا ودوليا.
وأشار إلى أن تونس تمتلك شبكة واسعة من المصحات الخاصة والمراكز المتخصصة في العديد من المجالات والتخصصات، من علاج أمراض القلب والعظام، إلى جانب العلاجات التجميلية الأمر الذي ساهم في تحقيق عملية ربط بين العلاج والاستجمام بالنسبة للعديد من السياح الذين يعتبرون تونس وجهة سياحية وعلاجية في نفس الوقت.
يشار إلى أن وزير الصحة التونسي مصطفى الفرجاني، كان قد صرح أن البلاد تحتل المرتبة الثانية عالميًا كوجهة للسياحة العلاجية، حيث تستقبل أكثر من 500 ألف مريض أجنبي سنويًا، وقرابة 2.5 مليون زائر.
التبادل التجاري الليبي التونسي
من جهة أخرى تجاوز حجم المبادلات التجارية بين تونس وليبيا تجاوز2 مليار دينار سنة 2024، وفق ما أكده المدير التنفيذي لمجلس التعاون الاقتصادي التونسي- الليبي، صابر بوقرة، مشيرا إلى أنه من المنتظر خلال سنة 2025، تسجيل حجم تبادل بأكثر من 3 مليار دينار.
وكان التبادل التجاري بين البلدين قد شهد تطورًا إيجابيًا بنسبة 10.8% بين العامي 2022 و2023، حيث ارتفع من 972 مليون دولار إلى 1077 مليون دولار، كما شهد التبادل التجاري مع ليبيا تطورًا إيجابيًا بنسبة 38% بين العامي 2021 و2022، بتسجيل زيادة من 702 مليون دولار إلى 972 مليون دولار.
وفي عام 2023 بلغت صادرات ليبيا إلى تونس مئة وسبعة ملايين وثمانمئة ألف دولار، أمام العام 2022 سجلتْ الصادرات تراجعًا ملحوظًا مسجلة مئة وثمانية ملايين دولار، فيما كادت صادرات ليبيا لتونس عام 2021 أن تلامس حاجز المئتين مليون دولار، مسجلاً مئة واثنين وثمانين مليونًا وسبعمئة ألف دولار، وذلك حسب بيانات اتحاد الصناعات الليبية.
إذاً بحسب البيانات التي رصدتها المنصة، يمكن حصر متوسط عدد الليبيين الذين زاروا تونس خلال السنوات الأخيرة كالتالي:
- في عام 2016، كان عدد الليبيين المتواجدين في تونس حوالي 2.67 مليون شخص.
- في 2023، زار تونس حوالي 2.1 مليون ليبي حتى 10 ديسمبر.
- في عام 2024، زار تونس مليونان و254 ألف ليبي.
متوسط عدد الزوار الليبيين السنويين يمكن تقديره بحوالي 2 إلى 2.5 مليون زائر في السنوات الأخيرة.
ستبقى تونس وجهة مهمة لليبيين أيًا كانت الأسباب، سواء للعلاج أو التجارة أو السياحة، وذلك بفضل التقارب المكاني والتاريخي بين البلدين