محمد قصيبات
” الدماغ لا يعترفُ بقصيدةِ النثر كما تقول الدراسات العلمية التي أجريت بجامعة تيكستر البريطانية فلقد قام فريقٌ من الباحثين بدراسة تأثيرِ الشعر على الدماغ فوجدوا أن الشعرَ يحرك مناطق محددة في الدماغ لها علاقة بالذاكرة، أما قصيدة النثر فهي لا تصل إلى تلك المنطقةِ في الدماغ؛ ولقد استعمل الأطباء الرنين المغنطيسي في تحديد تلك المنطقة التي لا تعترف إلا بالشعر الموزون الذي يذهب إليها مباشرة كما الموسيقى . “
…………………..
” بدأت بالشعر وكنت محقا .. فالشعر كما أكد لي الطب لاحقا هو اللغة البدائية التي ولدت من حركات الانسان حيث تؤكد الدراسات أن مركز كتابة الشعر في الدماغ يوجد بالقرب من الجزء المسؤول عن الحركة ولقد بدأت اللغة شعرا قبل أن تختلف الألسن وكذلك الأدب ,الذي بدأ إيقاعا قبل أن ينتقل إلى الأجناس الأخرى “
……………..……
كتابةَ شعر التفعيلةِ في عصر دكتاتوريةِ النثر أمرٌ صعبٌ ذلك لأن قصيدةَ النثر لم تبدأ عند العربِ بدايةٍ جيدة؛ ففي فرنسا البلد الذي بدأت فيه قصيدةُ النثر مسيرتَها عن طريق الشاعر “اليوس بيرتران” عرفت أن تضع حدودا واضحة بين قصيدةِ النثر والشعر فبقي النثرُ نثرًا والشعرُ شعرا لكن عندنا هناك دواوين تصدر بقصائد نثرية يسمونها ديوان شعر أي كسروا الحدود بين الشعر والنثر باسم الثورة.
…………………
نحن إذا قرأنا قصيدةً نثرية فالدماغ سيلقي بها في سلةِ النثر الموجودة بالنصف الأيسر من الدماغ مهما حاولنا خداعه بتوزيع الكلمات على الورقة .
…………………
” الترجمة الحقيقية ليست للشعراء المشهورين بل للشعر المميز؛ فقد يكون الشاعرُ كبيرًا لكن شعره لا يدخل اعماقك فتصبح الترجمةُ ليست بالأمر الهين ومن شروط الترجمة الجيدة أن تشعر كأنك أنتَ من كتب النص. وتأكدتُ بعدها أنّ الترجمة الحقيقية ليست أن تختار الكاتبَ ولكن النصَّ الذي هو أهم من صاحبه … التفاعل مع النص هو الذي يدفعنا إلى ترجمة ذلك النص أو هذا. ”
………………….
” هميّ هو القراءة والبحثُ ؛ لقد أعطاني ذلك وسيلة لإعادة قراءةِ التاريخ فالتعامل مع اللغاتِ يخلق توازنا عند الإنسان فيبدو كل شيء جميلا”
………………………..
” وزعتُ ساعات يومي بشكلٍ متوازن بين القراءةِ والكتابةِ وعملي كاستشاري في أمراض القلب، فالطبُّ الذي هو أقرب التخصصات العلمية إلى الأدب صراعٌ متواصلٌ مع الموتِ الذي لا ينتصر إلا عندما تنسحب الحياة كما يقول الشاعر الإسباني “خيمينيث” ثم يأتي الأدبُ ليقول لنا أنّ الإنسانَ ينتصر في نهايةِ المطاف، والجمع بين الطبِّ والأدب يسهّل على المرء الاستمرار في الاثنين إذ هما يتكاملان. “
……………………..
” كانت لدي فكرة غريبة أنّ الكتابَ هو مقبرة النص؛ أعرف كتابًا صدرت لهم كتبٌ لكنهم فقدوا حقوقهم لأن النصّ صار ملكا لدار النشر. خلال نصف قرن من الكتابة لم يهمني إصدار الكتبِ المهم أن أكتب ”