في ظل تفشي وباء الكوليرا داخل مخيم كلمة للنازحين بولاية جنوب دارفور، أطلق عدد من الشباب المتطوعين حملات توعية وإصحاح بيئي تهدف إلى الحد من انتشار المرض الذي يشكل تهديدًا متزايدًا لحياة الآلاف من سكان المخيم. ويقع مخيم كلمة على بعد نحو 12 كيلومترًا شرق مدينة نيالا، ويُعد من أكبر تجمعات النازحين في الإقليم، حيث يضم أكثر من 300 ألف نسمة، إضافة إلى نحو 13 ألف نازح جديد فرّوا إليه من مدن وبلدات دارفور المختلفة خلال الحرب الجارية.
وبحسب مصدر طبي داخل المخيم، فقد أودى المرض بحياة 35 نازحًا، معظمهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد المصابين 200 حالة مؤكدة، وسط تحذيرات من اتساع رقعة العدوى في ظل ضعف الخدمات الصحية وغياب التدخلات العاجلة. وأوضح عبد الماجد يحيى، أحد الشباب المشاركين في الحملة، أن سنتر 4 داخل المخيم سجل وحده 17 حالة وفاة، مشيرًا إلى أن الحملة شملت أنشطة للتثقيف الصحي، وتنظيف البيئة، وتوعية السكان بخطورة المرض وطرق الوقاية منه.
من جانبه، أفاد آدم محمد، أحد الكوادر الطبية العاملة في المخيم، بأن الجهود الشعبية أسهمت في توفير بعض الأدوية والمعقمات، إلى جانب شراء المبيدات وطلمبات الرش الخاصة بالتعقيم، ما ساعد في تحسين الاستجابة الأولية داخل المخيم. وأضاف أن هذه المبادرات دفعت نحو فتح مركز عزل جديد قبل أيام، بدعم من المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، في محاولة لاحتواء الحالات النشطة ومنع انتقال العدوى إلى مناطق أخرى.
وفي إطار الدعم الدولي، وزع المجلس النرويجي معدات ومواد وقائية للنازحين داخل المخيم، ضمن جهود تعزيز الحماية الصحية ومكافحة انتشار الكوليرا. وتأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه الإقليم تحديات إنسانية متفاقمة، وسط استمرار النزاع المسلح وتزايد أعداد النازحين، ما يضع المنظمات المحلية والدولية أمام مسؤوليات متزايدة في التصدي للأزمات الصحية والبيئية داخل المخيمات المكتظة.