أطلق الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا حواراً وطنياً واسع النطاق يستمر لعدة أشهر بهدف إيجاد حلول للأزمات المتفاقمة التي تعيق نمو ثاني أكبر اقتصاد صناعي في القارة.
وقال رامافوزا، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الافتتاحي بجامعة جنوب أفريقيا في بريتوريا، إن البلاد تواجه تحديات اقتصادية عميقة، أبرزها معدل البطالة الذي تجاوز 33%، والفجوة الحادة في توزيع الثروة التي تعد من بين الأعلى عالمياً. وأضاف: “هناك أشياء كثيرة مكسورة في بلدنا، وعلينا أن نجتمع ونتحاور لإيجاد حلول عملية”.
ويأتي الحوار في وقت تتزايد فيه الضغوط على الحكومة لإصلاح سوق العمل وتحقيق العدالة في توزيع الأراضي الزراعية، حيث لا تزال نسبة كبيرة منها بيد أقلية بيضاء، في حين يعاني ملايين المواطنين من الفقر ونقص الفرص.
ورغم أن الحكومة تروج للمبادرة باعتبارها “حواراً بين المواطنين لرسم مستقبل أكثر إشراقاً”، فإن المعارضة وصفتها بأنها “إهدار للمال” وشككت في جدواها، فيما أثارت سرعة تنظيمها وتساؤلات التمويل مخاوف لدى بعض الشخصيات السياسية البارزة، مثل الرئيس الأسبق ثابو مبيكي.
ويرى اقتصاديون أن نجاح هذا الحوار في وضع رؤية وطنية مشتركة قد يفتح المجال لإصلاحات بنيوية تعزز النمو وتعيد ثقة المستثمرين، بينما يشكل فشله خطراً على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في بلد يبلغ عدد سكانه 63 مليون نسمة.