أحمد إبراهيم الفقيه
مضت نصف ساعة وأنا أنتظرها. أسند ظهري الى جدار برج الساعة ، وأرقب مداخل .. الذين يأتون فلا يدوم انتظارهم سوى دقائق ..
يلتقون بعدها بأحبابهم ، ويذهبون ضاحكين متعانقين، وأنا باق ، أستقبلهم . امرأة ألتقى بها على. امرأة لا أعرف اسمها ، ولا تعرف اسمي ،
ولم تمكث معى وقتا يكفى لأن تتذكر .. وأقف كل هذه المدة ، أنتظر أن تأتى !! . إن هذا لا يحدث إلا فى الخراريف .. في الميدان ، أعلق
بصرى بأطياف النساء القادمات إليه ، بحثا عنها ، وأتسلى أحيانا بإحصاء عدد النساء والرجال الذين تواعدوا على اللقاء تحت البرج دقيقتين
أو ثلاث وأودعهم ، كما يفعل هذا البرج ، دون أن أدرى لماذا أواصل انتظارا عقيما لا معنى له ، وأبنى أبراجا من الأحلام ، نتيجة موعد
أعرف منذ البداية أنه لم يكن إلا عبثا عند ناصية الطريق ، فيبهرنى جمال عينيها ، وأستوقفها لأتسول منها موعدا ، فتهـز رأسهـا بالموافقة
وتمضي ملامح وجهي ، كيف أوهم نفسى بأن لى موعدا معها راكضة نحوي، تغمرنى بعبق أنوثتها، وتمنحنى نصيبا من عطرها، وتفسح لـي
مكانا في دائرة الضوء التي يصنعها جمالها ، وتترك ما لديها من ارتباطات وعلاقات لتصطفيني ضيفا على موائد حبها.
