نفى رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بشكل قاطع أي مساعٍ من حكومته للتطبيع مع إسرائيل، مؤكداً أن رفض التطبيع مسألة محسومة لدى الليبيين، وأوضح أن ما يُتداول عن قبول الحكومة لاستضافة مهجّرين فلسطينيين من غزة عبارة عن مغالطات وتسريبات صحافية كاذبة.
وأكد الدبيبة في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط أن حكومته تجري نقاشات مكثفة مع المبعوثة الأممية على مستويات مختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة للوصول إلى خريطة طريق تقود إلى الانتخابات، التي اعتبرها السبيل الوحيد لتجديد الشرعية وإنهاء الارتباك المؤسسي.
وفيما يخص علاقة الحكومة بالبرلمان، أشار الدبيبة إلى أن أي ارتباك مؤسسي قائم سببه أداء البرلمان وقراراته الأحادية، مؤكداً أن إنهاء هذا الارتباك يتطلب وجود جسماً تشريعياً منتخباً، وأن شركاء ليبيا والمجتمع الدولي يدركون هذه الحقيقة.
وحول الدعم الدولي، أكد الدبيبة وجود التزام واضح من الولايات المتحدة بدعم مسار الانتخابات، مشيراً إلى لقاءاته مع مستشار الرئيس الأمريكي الذي أعرب عن مساندة بلاده للحكومة ولإتمام الانتخابات بأكثر الطرق سلاسة، كما ناقش الطرفان تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وفيما يخص الاقتصاد، شدّد الدبيبة على أن عروض الحكومة للاستثمارات الاستراتيجية بقيمة 60 مليار دولار ليست مسعى سياسياً، بل تهدف إلى تطوير البنية التحتية، وتنشيط قطاع النفط والطاقة، وتنويع مصادر الدخل الوطني، بما يعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات الاقتصادية.
وعن الملف العسكري، أكد الدبيبة أن أمل توحيد الجيش قائم، وأن إنجاز هذا الملف سيصبح أكثر جدوى بعد إجراء انتخابات وطنية شاملة، فيما شدّد على أن حملة تفكيك الميليشيات هي مشروع وطني لإعادة بناء الدولة وترسيخ مؤسساتها، وليست انتقامية، مشيراً إلى الدعم الدولي والإقليمي لهذه الخطة.
ورد الدبيبة على الانتقادات المتعلقة بانتماء بعض قيادات الحكومة السابقة للتشكيلات المسلحة، مؤكداً أن هذه القيادات الآن أصبحت جزءاً من مؤسسات الدولة بعد تلقي التدريب والتأهيل اللازمين، وأن الباب مفتوح لجميع الأطراف للانضمام للعمل المنظم تحت راية الدولة وسيادتها.
وفي ما يخص النظام السياسي، أكد الدبيبة أن المسودة المتفق عليها للدستور لعام 2017 تتمتع بشرعية عالية، وأن الاستفتاء على هذه المسودة هو الطريق الأقرب لإنهاء الفراغ الدستوري، فيما أشار إلى أهمية تعزيز اللامركزية في ليبيا مع مراعاة وحدة الدولة وتنوعها الثقافي والاجتماعي.
وبشأن علاقات ليبيا الخارجية، شدد الدبيبة على أن العلاقة مع تركيا استراتيجية ومتينة، وتطور التعاون مع روسيا تدريجياً نحو الأفضل، وأن حكومته تبني علاقات إيجابية قائمة على المصالح المشتركة دون الدخول في خلافات.
وختم الدبيبة حواره بالتأكيد على أهمية إجراء انتخابات عادلة وشفافة، بعيداً عن التفصيل على أسماء محددة، مؤكداً أن الشعب الليبي وحده من يملك حق اختيار قياداته، وأن الحكومة ملتزمة بتوفير الظروف القانونية والمؤسسية اللازمة لإتمام هذه الانتخابات.
