بحثت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مع وزارة الخارجية السويسرية ملف المصالحة الوطنية في ليبيا.
جاء ذلك خلال استقبال لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب، مدير مؤسسة بيرد الألمانية والمكلف من وزارة الخارجية السويسرية دانيال ستروكس، والوفد المرافق له الذي ضم كلًا من طارق الصديق من مكتب التخطيط بالمؤسسة ومفتاح الحرير مدير مركز الحوار الليبي بالجامعة الليبية الدولية وأشرف الكريمي مقرر مركز الحوار الوطني بالجامعة الليبية الدولية.
وأكدت اللجنة أهمية ملف المصالحة الوطنية الذي يعد من أبرز أولويات مجلس النواب موضحة أن مجلس النواب قام بواجبه وأعد قانون المصالحة الوطنية، كما شارك في الملتقيات الوطنية، ومنها ملتقى الإعداد للمؤتمر الجامع التحضيري الذي عقد بطرابلس في مطلع يناير عام 2023، مؤكدة أن مجلس النواب يمثل جميع أقاليم ليبيا بشكل موحد.
كما أشارت اللجنة إلى أن مدينة بنغازي التي تحتضن المقر الدستوري لمجلس النواب مرت بفترات صعبة، لكنها بفضل تضحيات القوات المسلحة العربية الليبية استطاعت القضاء على الجماعات المتطرفة نيابة عن العالم، لتدخل اليوم ومعها مدن الشرق والجنوب مرحلة إعادة الإعمار، ودعت اللجنة إلى ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية وإنهاء حالة الانقسام المؤسسي بما يسهم في الاستقرار وحماية الحدود والتصدي لتدفقات الهجرة غير الشرعية.

كما ثمّنت اللجنة في هذا السياق الدور الفاعل الذي يضطلع به الاتحاد الإفريقي في دعم جهود المصالحة الوطنية، من خلال مبادراته الرامية إلى تعزيز الحوار بين مختلف الأطراف الليبية وتقديم خبراته وتجربته في معالجة النزاعات داخل القارة، مؤكدة أهمية استمرار التنسيق مع الاتحاد كشريك أساسي في تحقيق الاستقرار وبناء السلام في ليبيا، مشددة على أهمية دعوة الأجهزة الأمنية للمشاركة في عملية المصالحة.
من جانبه، أكد ستروكس أن مهمته تتمثل في الاستماع إلى مختلف الأطراف المعنية بملف المصالحة، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس النواب في هذا الشأن، مشيرًا إلى أنه سيعود لمشاركة اللجنة أهم النتائج التي سيخلص إليها خلال زيارته.
وأكدت اللجنة في ختام اللقاء أن مشروع المصالحة يعد من أهم المشاريع للدولة الليبية، مشيدة بجهود المجلس الرئاسي في تنظيم ورش عمل حول المصالحة الوطنية، مؤكدة على أن نجاح المصالحة يستوجب أولًا حل الانقسام المؤسسي وتشكيل حكومة موحدة.