ساعات قليلة تفصلنا عن إحاطة مرتقبة للمبعوثة الأممية إلى ليبيا “هانا تيتيه” أمام مجلس الأمن الدولي تقدم فيها خارطة طريق مقترحة لدفع ليبيا نحو انتخابات تنهي حالة الانقسام السياسي.
المبعوثة الأممية قالت إن خارطة الطريق التي ستطرح مساراً يمكّن ليبيا من الوصول إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية، مع التركيز على إعادة الشعب الليبي إلى صميم العملية.
مجلس النواب
المنصة رصدت آراء المسؤولين حول توقعاتهم بشأن خارطة الطريق المقترحة حيث أكد عضو مجلس النواب علي التكبالي أن الأمم المتحدة لا تفعل ما تريد وإنما تتكون من دول لها مصالحها التي تسعى لتحقيقها.
وقال التكبالي في تصريح لـ “المنصة” حول توقعاته بشأن خارطة الطريق الأممية التي سيتم الإعلان عنها إن الأمم المتحدة قد وعدت في كثير من المرات أنها سوف تحل المشكلة الليبية إلا أنها ليست جسما هلاميا يفعل ما يريد وإنما تتكون من دول لها مصالحها وتقوم بعمليات شد وجذب.
وأعرب التكبالي عن عدم تفاؤله بأن الأمم المتحدة سوف تحل المشكل بشكل نموذجي وتوقع تغير بعض الأسماء الموجودة على الساحة وخروج بعض الأسماء التي تسببت في القضاء على المشهد في ليبيا.
مجلس الدولة
فيما أعرب عضو المجلس الأعلى للدولة أحمد لنقي عن أمله في أن تتمكن البعثة الأممية هذه المرة من جمع شتات الفرقاء السياسيين لبناء دولة ليبيا الجديدة كما نجحت في تحقيق ذلك سنة 1951 وقامت دولة الاستقلال الأولى .
وبين لنقي في تصريح لـ “المنصة” أن البعثة الأممية لن تتمكن من جمع شتات الفرقاء السياسيين إلا بتوافق أعضاء مجلس الأمن والدول المتدخلة في الشأن الليبي الداخلي وتبادل المصالح، والتلويح بالعقوبات على المعرقلين.
أحزاب
وقال رئيس الاتحاد الوطني للأحزاب الليبية أسعد زهيو إن إحاطة المبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه إذا جاءت متوافقة مع تطلعات الليبيين في بناء دولة حديثة موحدة ومستقرة، وعملت بجد على توحيد مؤسسات الدولة، فإنها ستجد كل الدعم الشعبي، أما إذا اعتمدت على لغة عامة وغير محددة، حينها سيكون لليبيين كلمتهم العليا في وطنهم ومستقبلهم.
وأضاف زهيو في تصريح لـ “المنصة” “تنتظر الأوساط الليبية بفارغ الصبر إحاطة المبعوثة الأممية، في ظل حالة من الترقب المشوبة بالشك والآمال” مشددا على أن الليبيين، “الذين عانوا طويلًا من اللغة الفضفاضة والوعود التي لا تُترجم إلى أفعال، يتطلعون إلى خارطة طريق واضحة المعالم، ذات أهداف محددة وأدوات تنفيذية، ومرفقة بجدول زمني دقيق لا يقبل التأجيل أو المماطلة”.
توقعات
وتوقع زهيو “أن تعلن المبعوثة الأممية عن مخرجات اللجنة الاستشارية وتعتبرها خارطة طريق والتي تستند على إعطاء مهلة أمام مجلسي النواب والدولة للتوافق على ما أسمته اللجنة الاستشارية بشروط التسوية السياسية الخمس واختيار أحد المسارات الثلاثة الأولى وآن آخر موعد متروك لهذه المؤسسات هو الخامس من نوفبر القادم وإذا لم يوفقوا في ذلك وهذا متوقع فإنها ستنتقل للمسار الرابع وهو المسار التأسيسي”.
وشدد زهيو على أن الشعب سئم “من المسارات التي لا تُفضي إلى حلول حقيقية، ويرفض رفضًا قاطعًا الحديث عن مدد زمنية مفتوحة، مطالبًا بتحديد تواريخ دقيقة للمحطات القادمة، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالتواريخ التي حددتها اللجنة الاستشارية التابعة للأمم المتحدة، والتي تنتهي في 5 نوفمبر 2025، لإنجاز شروط التسوية السياسية”.
وبين زهيو “أن أي تأخير أو مماطلة في هذه المواعيد سنعتبره استمرارًا في عرقلة مسار التسوية، وإشارة إلى استمرار المحاباة لمن يتلاعب بمصيرهم” وشدد على “أن الليبيين سيراقبون هذه الإحاطة عن كثب، وسيكون لهم موقف حاسم وواضح بعدها، فإذا جاءت الإحاطة متوافقة مع تطلعاتهم في بناء دولة حديثة موحدة ومستقرة، وعملت بجد على توحيد مؤسسات الدولة، فإنها ستجد كل الدعم الشعبي، أما إذا اعتمدت على لغة عامة وغير محددة، حينها سيكون لليبيين كلمتهم العليا في وطنهم ومستقبلهم”. ولفت زهيو إلى أن الليبيين يؤكدون على أن مصير ليبيا هو مسؤوليتهم وحدهم.
المرأة
واستعرضت رئيس الاتحاد الدولي لرائدات الأعمال بالوطن العربي وخارجه بدولة ليبيا عائشة البرغثي رؤية عامة حول إنصاف المرأة وإعطاءها دور جيد فى خارطة الطريق التى تعمل عليها البعتة بناءً على السياق الحالي.
وقالت البرغثي في قراءة تحليلية خصت بها “المنصة” إنه بالنسبة لدور المرأة في خارطة الطريق: فمن المؤكد أن إشراك المرأة في العملية السياسية وصنع القرار في ليبيا يعتبر محورًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار والعدالة الاجتماعية كما أن البعثة الأممية في ليبيا غالبًا ما تؤكد التزامها بمبادئ الشمولية والمساواة بين الجنسين، وهذا يتماشى مع الأطر الدولية مثل قرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن.
اللجنة الاستشارية
وأضافت البرغثي أنه فيما يتعلق بتقرير اللجنة الاستشارية: “إذا كانت اللجنة الاستشارية التي تعمل بالتعاون مع البعثة الأممية قد قدمت توصيات محددة، فمن المتوقع أن تحتوي هذه التوصيات على دعوات لتعزيز دور المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية مثل: ضمان تمثيل عادل للمرأة في المناصب الحكومية والهيئات التشريعية، تسهيل مشاركة النساء في الانتخابات القادمة، تمكين النساء من المشاركة في عمليات بناء السلام الوطنية والمحلية”.
وأشارت البرغثي إلى أن التحديات المحتملة تتمثل في المقاومة الاجتماعية: فقد تواجه المرأة عقبات بسبب الأعراف الاجتماعية والثقافية التي لا تزال تقلل من دورها في الحياة العامة بالإضافة إلى الإرادة السياسية: فقد تواجه الجهود الدولية والمحلية لتعزيز دور المرأة تحديات إذا لم تكن هناك إرادة سياسية قوية لدعمها.
تقدم
وبشأن التوقعات المستقبلية: قالت البرغثي إنه إذا استمرت البعثة الأممية في الإصرار على تطبيق معايير الشمولية وتمكين المرأة، فقد يكون هناك تقدم ملحوظ في هذا الملف، خاصة إذا تم وضع ضمانات دستورية وقانونية لحماية حقوق المرأة كما أن نجاح خارطة الطريق يعتمد أيضًا على مدى قبول الأطراف الليبية المختلفة لهذه التوصيات واستعدادها لتطبيقها عمليًا.
وختمت البرغثي بالتأكيد على أن إعطاء دور عادل للمرأة في خارطة الطريق يمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام البعثة الأممية والأطراف الليبية بمبادئ المساواة والشمولية حيث أن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهودًا مشتركة بين المجتمع الدولي والمحلي، مع تعزيز الوعي بأهمية دور المرأة كعامل أساسي في بناء السلام وتحقيق التنمية المستدامة.
