أنقذت منظمة “سي ووتش” الألمانية غير الحكومية 100 شخص كانوا في خطر في البحر الأبيض المتوسط، وكانوا على متن قاربين. وقد استجاب طاقم قارب “سي ووتش 5” لمهمة الإنقاذ هذه.
ونشرت المنظمة غير الحكومية على حسابها على إكس قولها “نحن الآن في طريقنا إلى ميناء كاتانيا، صقلية”.
ومساء الخميس كانت “سي ووتش” قد سهّلت إنزال 30 شخصا على جزيرة لامبيدوزا. وقد أنقذهم طاقم سفينة “أورورا” بعد استقبال تنبيه من منظمة “هاتف الإنذار”، وهي منصة الطوارئ للمهاجرين بحالة استغاثة. وكتبت المنظمة غير الحكومية “بحثنا عنهم في الظلام لساعات طويلة”.
“قد يكون ضمان المرور الآمن أمرا بهذه البساطة، لكن الاتحاد الأوروبي يُنشئ رحلات مميتة للفارين بحثا عن الأمان”، هذا ما أعربت عنه المنظمة غير الحكومية على حسابها على إكس. ولقي ما لا يقل عن 27 شخصا حتفهم يوم الأربعاء 13أغسطس، إثر انقلاب قاربين للمهاجرين قبالة جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا. ومن بين الجثث التي تم انتشالها جثث رضيع وثلاثة مراهقين (صبيان وفتاة). و”قتل أكثر من 700 لاجئ ومهاجر في عام 2025 في وسط البحر الأبيض المتوسط”، حسبما ذكر رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي. ووفقا لوزارة الداخلية الإيطالية ، وصل 39,771 مهاجرا إلى إيطاليا عن طريق البحر منذ بداية العام وحتى 20أغسطس.
وتحاول السلطات الإيطالية السيطرة على تدفقات الهجرة هذه عن طريق تقديم الدعم للسلطات الليبية والتونسية وعقد اتفاقيات معهم، في مجالات خفر السواحل وحماية الحدود ومواجهة الهجرة غير النظامية. وبشكل مواز، تسن السلطات الإيطالية تشريعات للحد من عمل المنظمات غير الحكومية وسفن الإنقاذ التابعة لها في البحر الأبيض المتوسط، وكان آخر هذه القرارات،منع طائرة تابعة لمنظمة “سي ووتش” غير الحكومية من الإقلاع مدة 20 يوما. وتُعنى هذه الطائرة بتحديد مواقع قوارب المهاجرين المنكوبين في البحر الأبيض المتوسط.
وصرحت لورا ميشيدي، المتحدثة باسم منظمة “سي ووتش”، في بيان “من الواضح أن هذه ذريعة للتخلص منا كشهود على الوضع في البحر الأبيض المتوسط”. ووفقا لمنظمة سي ووتش، هذه هي المرة الأولى التي تخضع فيها طائرة لهذا النوع من عقوبة الاحتجاز.
وتحتجز السلطات الإيطالية بانتظام السفن التي تستخدمها منظمات إنقاذ المهاجرين غير الحكومية بذرائع مختلفة. ويُلزم مرسوم “بيانتيدوسي” ، الذي دخل حيز التنفيذ في أوائل عام 2023، المنظمات غير الحكومية بالتوجه “دون تأخير” إلى ميناء الإنزال الذي حددته السلطات الإيطالية فورا بعد عملية الإنقاذ الأولية، ما يُلزمها بمغادرة البحر، وإلا فسيتم احتجاز السفينة. وصرحت منظمة “إس أو إس ميديتيراني” آنذاك “تبرز معضلة واضحة: الامتثال الكامل لأحكام المرسوم وتجنب العقوبات الإدارية، أو إنقاذ الأرواح”.
