الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-10-08

3:35 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-10-08 3:35 صباحًا

أديب يسكنه الوطن .. الصيد الباحث الذي تصيد الموروث وجذره توثيقا

01

الصيد محمد أبوذيب

ابن طرابلس البار المعلم والأديب وجامع التراث المثري للمكتبة الثقافية والعلمية الليبية عن شخوص ومواقع وأحداث المولود في العام 1945 م رحل عن عالمنا في العام 2021 م وطيلة سنوات عمره الممتلئة بالبحث والدراسة والتدريس والكفاح والمهرجانات والمؤتمرات العلمية داخليا وخارجيا حتى عرف عربيا وعالميا كباحث أدبي مهم عرفته في بدايات التسعينيات من القرن الماضي العشرين يترأس لجنة علمية لمسابقة جامعة ناصر الأممية وكم أرشدني كطالبة تحبو نحو عالم الأدب والشعر والمعرفة من على منصة التحكيم بكل عذوبة الأديب وحكمة المعلم حيث احتوى كل شاعر وقاص وكاتب مقالة ورواية ومقدم لبحث في الموروث حسب رؤيته الأدبية بأخوية وأبوية يشهد لها وبصبر كبير رغبة في أن يتعلم جيل جديد كيف يتركون أدبا قيما لأوطانهم وعلى مدى سنوات عديدة ظل محكما في المسابقة مع أدباء كثر برز من بينهم لطبيعته الكيسة وكذا طلبته لن ننسى كيف كان يرشدنا لنكون علامات فارقة .. في سن 76 من عمره المديد حتى بعد وفاته إذ من يترك هذا الميراث الأدبي العلمي يظل اسمه وبصماته نبراسا وإن اختفى الجسد الفاني وافاه الأجل في 10 مايو 2021بعد صراع مع المرض قبلها بقليل كان مايزال يبدع ويجمع ماتسنى له من التراث ليحفظه للأجيال .. الدكتور “عبدالله مليطان” تناول مسيرة فقيد الأدب الصيد أبوذيب تحت عنوان :

(الباحث المسكون بحب وطنه وتراثه)

الأستاذ الدكتور الصيد محمد أبوديب (1945- 2021م) عن هذا الحب بالعمل العلمي الجاد قبل أن ينال الدرجات العلمية التي أهلته ليكون في أروقة الجامعة، فقبل أن يكون الصيد (الأستاذ الجامعي) حفر بأظافره في تراث وطنه وأمته فبدأ باهتمامه بالشاعر (أحمد قنابة) حين جمع أشعاره الموزعة بين عدد من الصحف وحققها ودرسها وقدمها للقارئ عام 1968م بعنوان (أحمد قنابة، دراسة وديوان).

وتوجه لتراث أمته من خلال بحثه عن (ابن زيدون) ليصدر عنه كتابه الثاني (ابن زيدون.. الشاعر الثائر) عام 1969م، وقبل ذلك كان عضواً بهيئة تحرير مجلة (الــرواد) المجلة الأدبية الرائدة في تاريخ الصحافة الأدبية العربية وعضوا مؤســسا بفرقة (المــسرح الـــحر) التي أنشت سنة 1969م، والتي كانت إحدى المدارس المهمة في تاريخ المسرح الليبي وعضوا بمجلس إدارة (نادي المــدينة) الرياضي الثقافي بطرابلس. ونشر مقالاته ودراساته العلمية وهو في مراحلة الدراسية الأولى بأهم وأكبر الصحف الليبية إلى جانب كبار كتابها (طرابلس الغرب، العلم، الامة، برقة المجاهدة، الحقيقة، الرائد، الثورة، الفجر الجديد، الاسبوع الثقافي، ليبيا الحديثة، الاذاعة، الشباب و الرياضة، الرواد).

كل هذا قبل أن يكون (أستاذاً جامعياً) في دلالة على أن الجامعة (خاصة الجامعات الآن) لا تصنع الباحث بل قد تصقله وتساعده بمناهجها وأساليبها العلمية على أن يتطور وينجز.

ولأنه كان متفوقاً فقد اختارته الجامعة معيداً لينال درجة الليسانس في اللغة العربية من كلية الآداب والتربية بالجامعة الليبية سنة 1968م، تم حصل على درجة الماجستير في الادب من كلية الآداب بجامعة عين شمس سنة 1973م عن رسالته (المدرسة الكلاسيكية في الشعر الليبي) التي لاتزال بعد نصف قرن من إنجازها المرجع الذي لا يمكن للباحث تجاوزها، ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة درهـــام ببريطانيا، ليعود إلى الجامعة أستاذاً بارزاً مميزاُ يهتم بشؤون الوطن (تاريخه وأدبه) وإليه يرجع الفضل في الاهتمام العلمي بالأدب الليبي ضمن برامج الدراسات العليا بالجامعات الليبية والتي أصبحت من بعد ضمن المناهج الدراسية الجامعية).

في طرابلس الفترة من السابع إلى التاسع من شهر يوليو للعام   1999 م  .. في إضاءة تاريخية عن ( الرواية ) حيث أقامت رابطة الأدباء والكتاب الليبيين ندوة مهمة تحت عنوان الرواية العربية وقضايا الأمة : كانت ورقة الدكتور الأستاذ الصيد أبوذيب في ببليوغرافيا الرواية الليبية المطبوعة (1937- 1998) .. استقي للقارئ لمسيرته الأدبية المهمة هذه الجزئيات إذ كتب بادئا :

الشائع لدى الكثير من الدارسين للحركة الأدبية في ليبيا عامة، ومتتبعي تطور الرواية الليبية على وجه الخصوص، إن نشأة الرواية الليبية تعود إلى سنة 1961 وهي السنة التي صدرت فيها رواية (اعترافات إنسان)(1) لمحمد فريد سيالة، غير أن البحث أثبت خلاف ذلك. فاعتماداً على الرسالة الخطية التي تفضل بها الصديق الأستاذ تيسير بن موسى، يمكن القول أن هذه النشأة ترجع إلى العقد الرابع من هذا القرن، تحديداً سنة 1937* ففيها صدرت الطبعة الأولى من رواية (مبروكة) للأستاذ حسين ظافر بن موسى**.

كما جاء في كتاب (الليبيون في سوريا)(2) للكاتبين الليبيين زين العابدين موسى وأحمد أديب بن الحاج، أن الأستاذ الأديب المرحوم (حسين ظافر بن موسى) ألف ((قبل وفاته رواية باسم (مبروكة) تدور حوادثها في الحرب الإيطالية، طبعها على نفقته وصادرها الفرنسيون، ولم يوزع منها سوى نسخ قليلة) .

كما أعلن هذان المؤلفان على الصفحة الأخيرة من غلاف كتابهما المذكور أنه ستصدر قريباً رواية (مبروكة) التي تحكي تاريخ شعب وبطولة امرأة بقلم حسين ظافر بن موسى. ويبدو أنهما لم يفعلا ذلك، وقد أكد لي قريب أحد المؤلفين أن هذه الرواية لم تر النور في طبعتها الثانية.

وتوضيحاً “لما ذكره المؤلفان يقول الأستاذ تيسير بن موسى في رسالته أن الاستعمار الفرنسي صادر هذه الرواية” بعد أن احتجت القنصلية الإيطالية في دمشق بشدة عليها لدى الحاكم الفرنسي العام في سورية، لأنها تفضح من خلال أحداثها فضائع الإيطاليين ووحشيتهم التي مارسوها على الشعب الليبي. وقد أسرع الحاكم الفرنسي عند ذلك بإصدار قرار المصادرة في نفس العام الذي صدرت فيه – أي 1937-، وذلك لتجنب أم مضاعفات سياسية بين فرنسا وإيطاليا، لأن الأوضاع السياسية بين الدولتين كانت – في تلك الفترة – بين شد وأخذ.

من أبرز اهتماماته نشره لدراسة قيمة عن تاريخ التأليف وعن نشأة الطباعة في ليبيا إلى جانب كشفه عن بعض من المجهول في شعر على الرقيعي وإبرازه لعدد من الشخصيات الأدبية الليبية لم يترجم لها من قبل على الرغم من أهميتها في تاريخ الثقافة الليبية ووضع معجمه القيم لرصد المؤلفات الليبية والتعرف على تعدد طبعاتها كما اعتنى بالتأريخ للقضاء والقضاة في ليبيا.. رحم الله الصديق الصيد أبوديب

الراحل “الصيد محمد أبوديب”؛ من مواليد منطقة باب البحر بمدينة طرابلس، في 10 أبريل العام 1945م، تلقى تعليمه بمدارس المدينة حتى حصوله على الشهادة الثانوية من (مدرسة طرابلس الثانوية)، لينتقل بعدها إلى مدينة بنغازي حيث انتظم للدراسة بكلية الآداب والتربيةـ، قسم اللغة العربية، ليتخرج في العام 1968م.

بعد تخرجه عمل بإدارة الفنون والآداب بالإعلام، قبل أن يعين معيداً بقسم اللغة العربية بكلية التربية بجامعة طرابلس في العام 1970م. نال درجة الماجستير من جامعة عين شمس بالقاهرة في العام 1973م، ليعود إلى الجامعة. من بعد أوفد للدراسة إلى بريطانيا للدراسة بجامعة درهم، حيث نال درجة الدكتوراه في العام 1980م.

للراحل الكثير من المشاركات في الصحف والمجلات المحلية والعربية، في مجال النقد والدراسات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى مشاركته في المهرجانات والمؤتمرات والمناشط الثقافية محليا ودولياً.

تولى العديد من الوظائف العلمية والثقافية، ومنها رئاسته تحرير مجلة الفصول الأربعة، هذا إضافة إلى قيامه بالتدريس بالجامعة؛ وينسب له الفضل في توطين دراسة الأدب الليبي في الجامعات الليبية.

في ختام الببليوغرافيا جهز أبوذيب إحصائية طويلة عن مجموعات تاريخ الرواية الليبية استقيت مع عنوانها بعضا من الروايات بدء من 1937 م فكانت :

ببليوغرافيا مجموعات الرواية المطبوعة

1937م – 1998م

1-مبروكة _ حسين ظافر بن موسى / الطبعة الأولى– مطبعة دمشق 1937.

2-اعترافات إنسان _ محمد فريد سيالة / الطبعة الأولى- دار الشرق الأوسط للطباعة والنشر، الإسكندرية، 1961.

3-أقوى من الحرب _ محمد على عمر / الطبعة الأولى- منشورات مكتبة النسر الذهبي، بنغازي، 1962.

4-حصار الكوف _ محمد على عمر / الطبعة الأولى- مطابع دار الزمان، بنغازي، أكتوبر 1964.

5-غروب بلا شروق / سعد عمر غفير سالم _ الطبعة الأولى- منشورات دار الكتاب الليبي، بنغازي 1968.

6-من مكة إلى هنا / الصادق رجب النيهوم _ الطبعة الأولى- دار الحقيقة للطباعة والنشر، بنغازي، 1970.

7-مبروكة.. بطلة من ليبيا / خليفة عبد المجيد المنتصر

_ الطبعة الأولى- مطابع العودة، بيروت، 1970.

8-قلوب معذبة (روايتان) / عبد الهادي محمد الربيعي _ الطبعة الأولى- المؤسسة العربية للإعلان، بنغازي، 1971.

9-خيبة الأمل السعيدة / محمد عبد الرزاق مناع _ الطبعة الأولى- مطابع سجل العرب، القاهرة، 1971 / الطبعة الثانية- منشورات دار مكتبة الفكر، طرابلس 1973.

10- ثلاثون يوما في القاهرة محمد صالح القمودي _ الطبعة الأولى- منشورات دار مكتبة الفكر، طرابلس 1971.

11-رمضان السويحلي (روايات تاريخية) / محمد صالح القمودي / الطبعة الأولى- منشورات دار مكتبة الفكر، طرابلس 1971.

12-شيء من الدفء / مرضية النعاس _ الطبعة الأولى- منشورات دار مكتبة الفكر، طرابلس 1972.

13-ليبي في باريس / محمد صالح القمودي _ الطبعة الأولى- منشورات دار الكتاب العربي، طرابلس 1972.

14- بلا نهاية محمد عبد السلام الشلماني

الطبعة الأولى- سلسلة الكتاب الشهري، العدد الثاني، وزارة الإعلام والثقافة، طرابلس 1972

15-جديد حتى الروح محمد على عمر / الطبعة الأولى- مطابع دار الزمان للصحافة والطباعة والنشر، بنغازي، ديسمبر 1972.

ختاما .. الأستاذ الدكتور الأديب جامع التراث الذي عبر تاركا أفضل أثر أدبيا ولغويا وتراثيا ابن باب بحر المتتلمذ في مدارسها إذ بدأ مشواره العلمي، ثم التحق بكلية الآداب والتربية بالجامعة الليبية ببنغازي فتخرج في قسم اللغة العربية فيها عام 1967 / 1968م، ثم أتيحت له فرصة إكمال دراسته العليا بكلية الآداب بجامعة عين شمس بالقاهرة، فنال منها درجة الماجستير في الأدب الليبي عام 1973م علىٰ رسالته الموسومة بـ(المدرسة الكلاسيكية في الشعر الليبي) تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبد القادر القط، وفي النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين ابتُعِث إلىٰ جامعة (درم) Durham University بالمملكة المتحدة فتحصّل منها علىٰ درجة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث عام 1980م. بعد ذلك آب إلىٰ وطنه فدرّس بقسم اللغة العربية بكلية التربية بجامعة طرابلس، ثم بكلية اللغات في عهدها الأول، ثم بكلية الآداب التي أنهى فيها عمله الوظيفي بإحالته علىٰ التقاعد سنة 2006م .. يُعدّ من رواد دارسي الأدب الليبي الحديث، وأسهم بجهد وافر في توطين دراسته بالجامعات الليبية، إضافة إلىٰ نشاطه الأدبي المبكر المتمثل في تحريره للمقالة الصحفية السيارة، والدراسة الأدبية الجادة، والأبحاث التاريخية الرصينة. رحمهُ اللهُ رحمة سابغة، وألحقه بالصالحين من عباده.

_________________ **

جمعتها : الكاتبة عفاف عبدالمحسن

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications