عبدالعزيز الوصلي
قد تأخذ ” اِسْلِيْمٓة ” شكل النوفيلا بصفحاتها القليلة ، لكنها لا تخلو من تعقيدات الرواية الملحمية وأغراضها، ولا من تفرعات السرد النهري ودوافعه الإبداعية،
فعبدالحفيظ العابد اقترف لعبة خطرة، لكنه أمسك خيوطها باقتدار معظم الوقت ؛ حين راوح بين تبسيط غير مخل، وتعقيد غير متصنع ، الصدمة حضرت في الاستهلال وفي الختام، والإنسان كما يجب كان الثيمة الأساسية،
بكل تناقضاته وأحلامه وأوهامه ورغباته ما أعلن منها وما أضمر بسرد انسيابي، ولغة غير متكلّفة ، وتنقل سلس بين ماض وحاضر، وحلم ويقظة، ومترادفات ومتقابلات لم تحشر في السياق العام، بل كانت صانعة له. “اِسْلِيْمٓة” التزمت بقاعدة “جبل الجليد” للمعلّم همنغواي فقالت كل ما يمكن قوله في 120 صفحة أو أقل ، فلم تسقط في فخ الإسهاب أو التكرار، أو الحشو الزائد.
