تعيش تونس منذ الثالث والعشرين من يوليو 2021 على وقع تحوّل سياسي غير مسبوق، يقوده الرئيس قيس سعيّد بخطاب حادّ ورسائل مباشرة تستهدف ما يسميه بـ”قوى الخيانة والفساد”.
وفي أحدث مواقفه، صعّد سعيّد من لهجته تجاه حركة النهضة الإخوانية ومن دار في فلكها، معتبراً أنّها كانت وراء إغراق مؤسسات الدولة بالمحسوبية والولاءات الضيقة منذ 2011، وأنّ المرحلة الراهنة تتطلب مراجعة جذرية لمسار التعيينات والسياسات التي كرّست تهميش الكفاءات الوطنية.
خطاب الرئيس لم يقتصر على الهجوم السياسي، بل حمل في طياته رؤية لإعادة بناء الدولة على أسس جديدة تقوم على الولاء للوطن والكفاءة، في محاولة لطي صفحة وُصفت بـ”المظلمة” وإرساء معادلة مختلفة عنوانها القطيعة مع الماضي وإعادة الاعتبار للشباب والنخب الوطنية.
وفي هذا السياق، أكد عضو المكتب السياسي للتيار الشعبي التونسي، جمال مارس، في تصريح لـ”الأيام نيوز”، أنّ حزبه يقف بوضوح إلى جانب خطاب الرئيس قيس سعيد، معتبراً أنّ ما جاء فيه يعكس تطلعات التونسيين الرافضين لبيع وطنهم أو اختطافه من جديد.
وقال مارس إنّ توصيف الرئيس للإخوان بـ”الخونة” لم يكن مجرد موقف سياسي، بل هو تعبير صادق عن لسان حال الشعب الذي خبر فسادهم منذ 2011، مضيفاً أنّهم حوّلوا الدولة إلى غنيمة حزبية، وأغرقوا مؤسساتها بالولاءات الضيقة، وحموا الإرهاب والفوضى.
وشدد على أنّ ما أعلنه سعيّد بخصوص معايير التعيينات الجديدة يمثل “ثورة حقيقية” داخل مؤسسات الدولة، حيث تُقدّم الكفاءة والوطنية على أي ولاء حزبي أو أيديولوجي، مؤكداً أنّ شباب تونس المتعلم، وخاصة حاملي الشهادات العليا من أبناء الطبقات الشعبية، أحقّ بالمناصب من “الموالين لجماعات الردة”.
وختم مارس بالتأكيد أنّ تونس اليوم أمام لحظة فارقة: “إما أن تنتصر دولة الشعب، وإما أن يعود الخونة للتحكم في مصيرنا. ونحن نقولها بوضوح: لن نسمح بذلك أبداً”.
