أمل بنود
“عندما تقلع الطائرة
وتكون جالسا جانب النافذة
أمامك تجلس عجوز هولندية
تبلغ من العمر ما يجعلها في بلادنا
تتعلق في مشنقة الحاجة
لكنها أمامك تجلس بفخر
تضع أحمر الشفاه الفاقع
وأظفارها مطلية بلون وردي
مهدئة يديها الناعمتين
على تنورتها القصيرة
على طرفها شاب هندي يعكس بسماره
شقارها ولمعانها
يعشق الحياة إلى تلك الدرجة
وخلفك شاب عربي يقصد لندن للدراسة
يعجُّ رأسه بحسناوات مدينة الضباب
داخل حقيبته كتاب “فلسفة العلم الحديث”
المضيفة تمر جيئة وذهابا في الممر
لتطمئن على راحة الركاب
وأنت من النافذة
تراقب الطير الصغير
الذي يحاول أن يسابقكم
بجناحيه الحالمين
يحلق فاردا آماله
عله يبتلع الطائرة
فتتلاشى أنت فيه
ليصبح كوناً
أينما حللت
كنت بين أحضانه
مسافرا منه.. إليه
حينها يحط على الأرض مطمئناً
يقطع تغريدة الحنين ويقهقه“
