تتواصل جهود السكان المحليين في إغاثة المتضررين من قرية ترسين بولاية وسط دارفور، التي تعرضت لانزلاقات في التربة أدت إلى مقتل المئات من الأشخاص.
وقال شهود عيان إن نحو تسعة جثث انتُشِلَت حتى اللحظة، في ظل ظروف مناخية صعبة وعدم وجود آليات ومعدات لاستخراج الجثث المطمورة.
وقالت وكالات الأمم المتحدة إنها سترسل فريقاً مشتركاً لتقييم الاحتياجات الضرورية، مشيرة إلى أن الانهيار الأرضي كان شديداً.
وقالت وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن عدد الضحايا غير مؤكد وإن الفريق المشترك سيتحقق من ذلك.
ولقى المئات من الأشخاص مصرعهم جرّاء انزلاق للتربة في قرية ترسين الواقعة في منطقة جبل مَرَّة بولاية وسط دارفور غربي السودان.
وقال بيان صادر عن “حركة تحرير السودان “، التي تسيطرعلى المنطقة، إن انهياراً للتربة ضرب قرية ترسين في 31 أغسطس بعد أسبوع من هطول الأمطار الغزيرة، وإن جميع سكانها لقوا حتفهم بعد انهيارات التربة التي أعقبت أمطاراً غزيرة هطلت في المنطقة، باستثناء شخص واحد.
ووفقاً لبيان الحركة، يُقدر عدد الضحايا بأكثر من ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال، بينما يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن عدد الضحايا يتراوح ما بين 300 إلى 700 شخص.
وذكر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، لوكا ريندا، في بيان “أن الأمم المتحدة وشركاءنا في المجال الإنساني يحشدون جهودهم لتقديم الدعم للسكان المتضررين”.
وقال ريندا نقلاً عن مصادر في منطقة جبل مَرَّة إنه من المعتقد أن عدد القتلى جرّاء انزلاق التربة يتراوح بين 300 إلى 1000 شخص.
كما قال عبد الحفيظ علي، من غرفة طوارئ جبل مرة، لوكالة رويترز للأنباء إن المتطوعين انتشلوا تسع جثث، مشيراً إلى أن القرية استضافت مئات النازحين الفارّين من القتال الدائر في السودان.
وكانت حركة تحرير السودان – فصيل عبد الواحد محمد نور قد طالبت منظمات الأمم المتحدة “بالتدخل والمساعدة في استخراج الجثث من تحت التراب”.
وقد أعربت الحكومة السودانية التي يقودها الجيش عن تعازيها واستعدادها للمساعدة. كما وصف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، ما وقع في القرية بـ”المأساة الإنسانية”، مناشداً المنظمات الدولية بالتدخل العاجل.
وذكر محمد حسن التعايشي رئيس وزراء الحكومة الموازية التابعة لقوات الدعم السريع، أنه سينسق مع حركة جيش تحرير السودان بشأن إيصال إمدادات الإغاثة إلى منطقة جبل مَرَّة.
في غضون ذلك، دعا الاتحاد الأفريقي إلى هدنة بين الأطراف المتحاربة في السودان للسماح بوصول المساعدات إلى ضحايا انزلاق التربة في إقليم دارفور. وأكد رئيس الاتحاد، محمود علي يوسف، على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية على وجه السرعة.
ونعت التنسيقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين – السودان، ضحايا الانزلاق.
وقالت في بيان لها: “تتابع التنسيقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين ببالغ الحزن والأسى المأساة التي شهدتها قرية ترسين، غرب منطقة سوني بدائرة أمو، والتي أسفرت عن انزلاق في التربة إثر هطول أمطار غزيرة في جبل مَرَّة”.
وتتعرض المنطقة التي تقع على امتداد جبل مَرَّة، أحد أكبر الجبال في السودان، لانزلاقات متكررة خلال السنوات الأخيرة، ولكن حصيلة الضحايا هذه المرة هي الأكبر.