العَصِيِدَة أو العَصِيِد هي طبق عربي من الدّقيق المخلوط بالماء مع المُحلى، عادةً ما يكون دبساً أو عسلاً.
وتعد من الأكلات والحلويات الشعبية المشهورة ولها مكانة خاصة في المناسبات الاجتماعية وخاصة في المولد النبوي.
وهي أكلة لا تقتصر على ليبيا، فهي موجودة في دو عربية مختلفة منها مصر والسودان واليمن والسعودية وتونس والجزائر.
أما في ليبيا فتقدم في أسبوع المولود الجديد، أو احتفالاً بالمولد النبوي وفي الجزائر أيضاً، العصيدة طبق تقليدي شتوي راسخ، كما أن لها مكانة خاصة في المناسبات الاجتماعية.
والعصيدة عبارة عن دقيق قمح مطبوخ بالماء، ويقدم على شكل نصف كرة وتؤكل باليد، وقد يضاف إليها العسل، أو السمن أو رب التمر أو رُب الخروب أو اللبن في بعض الدول.

انتشارها
وتختلف العصيد عن العصيدة في بلاد المغرب العربي فهي ليست سائلة بل كتلة متماسكة مما يجعلها وجبة حقيقية، أما في اليمن يضاف إليها المرق، أو الحقين.
وأثبتت إحدى الدراسات التي قدمتها جامعة هارفارد، أن العصيدة لها عددًا من الفوائد الصحية بتناول 70 غرام من الحبوب الكاملة يوميًا، ونصت الدراسة بأن تناول العصيدة على الإفطار، قد يكون له القدرة على الحماية من الوفاة الناتجة عن السرطان.

تاريخها
يرجع تاريخ العصيدة إلى ثمانينات القرن الماضي، حيث اكتشف علماء إيطاليون عصيدةً في كهف يعود تاريخها إلى 32 ألف سنة، حيث قام العلماء بجامعة فلورنسا بفحص الحبوب، ووجدوا الكثير من الحبوب المطحونة ومعظمها من الشوفان، ومع البحث، تبين أن هذه الحبوب كانت تُطحن وتُحوّل إلى عصيدة، مع أن النظام الغذائي في العصر الحجري في الغالب، يكون خاليًا من الكربوهيدرات، أو منخفض الكربوهيدرات، كما ظهر أن عمر الحبوب يعود إلى 37 ألف سنة، بينما العلم الثابت حتى الآن أن الزراعة بدأت قبل عشرة آلاف سنة.
أما في ليبيا فتعود جذور العصيدة إلى التاريخ القديم، حيث وجدت آثارها في مناطق مثل تاخارخوري في الجنوب، مما يشير إلى وجودها منذ آلاف السنين كطبق أفريقي ذي تنوع كبير، وتعتبر من الأكلات التراثية الأصيلة في ليبيا، خاصة في مناسبات مثل يوم الجمعة والمولد النبوي وفي فترات النفاس.
وتتميز العصيدة الليبية بتنوع كبير في أشكالها وطرق تحضيرها، مما يعكس التنوع الثقافي في البلاد.
تعتبر العصيدة جزءً هامًا من المطبخ الليبي التقليدي، وتعكس تاريخًا طويلاً من العادات والتقاليد.