الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-10-14

5:36 مساءً

أهم اللأخبار

2025-10-14 5:36 مساءً

أفراح بلا فرحـة

خلخلة

محمد اسويسي

افراح بلافرحة .. بين غياب بساطة فرحة الزغروته .. وعروض فخامة التباهي .

في زاويةٍ ما من هذا الوطن المتعب ، حين يطرق شابٌ بابَ بيتٍ ليطلب يد فتاة ، لا يُستقبَل بطقوس الفرح ، بل يُستدعى إلى ما يُعرف بـ “الرؤية الشرعية” ، وكأنّ الفتاة معروضة تحت ضوءٍ باهت ، تنتظر نظرة استحسان تُقرّر مصيرها.

تُفتح الأبواب على حياء ، تدخل هي بخطواتٍ خجلة ، ويدخل هو بنظراتٍ تحمل ثقل الأحكام المسبقة .. لا كلمة تُقال، ولا روح تُستشعر .. هو مشهدٌ لا يمتّ إلى “شرعية” الروح بصلة ، بل أقرب إلى جلسة معاينة ما قبل الشراء .. هذه ليست رؤية ، بل مرآة مكسورة تعكس هشاشة العلاقة بين الإنسان والإنسان ، بين ما أراده الدين وما صنعته العادات .

يُقال إنّ الدين أباح للخاطب أن يرى مَن يريد الارتباط بها ، لكن لم يقل لنا الدين أن نُحوّل اللقاء إلى سوق نخاسةٍ عصري.

لم يقل إنّ الفتاة يجب أن تُخضع نفسها لمقاييس الرجل ، أو أن يُختزل كيانها في هيئة ومظهر .

ثمّة ما هو أقسى من هذه الرؤية ، وهي “الشهادة” التي تُطلب أحيانًا ، لا لتؤكّد المعرفة أو النية الصادقة ، بل لتثبت الكرامة الأنثوية ..

تُستخرج “شهادات الخلو” …. وتُصمت الأصوات ، لأن الصمت هنا فضيلة ، ولأن الكلام عن الظلم قد يُفسَّر كخروجٍ عن “المألوف”.

وحين يحين موعد “الدفع”، يُفتح الباب مجددًا، لا للحب، بل للمفاوضات. يتقدّم كبير العائلة حاملاً حزمة دنانير مزينة، يُلقي بها على الطاولة كبرهان على الجدية. تبدأ الشروط، وتُساوم القيم، وتُحدَّد الأثمان. والمفارقة أن هذا الطقس (الدفع) يُسمّى “مهرًا”، رغم أن الإسلام جعله تكريمًا لا صفقة ..

ويضاف رتل سيارات الاعانات (السياق) والاغنام المزينة وصنوف السلع حتى ادوات النظافة  الذي هو تقليد كان يعرف بين النواجع بالسياق حيث تساق مجموعة من الاغنام او الابل تكريما للأنساب لاتباهيا في الشوارع ناهيك عن الرماية بالاسلحة .

كل هذا يحدث، بينما الحب – ذلك الكائن الضعيف المهمل – يقف خلف الباب ، بلا دعوة ، بلا اعتراف .. لا يسأله أحد عن رأيه ، ولا يُؤخذ بعين الاعتبار .. وهو وحده القادر أن يربط الأرواح قبل الأجساد ، ويمنح العلاقة طهرًا وصدقًا لا يأتي من المال ولا من الشهادات.

أين ضاعت العلاقة ؟

أين البُعد الإنساني في كل هذا ؟

كيف تحوّلت المرأة من شريكة حياة إلى موضوع مفاوضة ؟

وكيف تحوّل الرجل من عاشق إلى مشترٍ يبحث عن “أفضل عرض” ؟

إننا لا نعيب الدين ، بل نعاتب من استعار اسمه ليُغطّي به عاداتٍ شوهاء.

ولا نرفض الزواج ، بل نرفض أن يكون غريبًا عن جوهره : علاقة تنبت بالحب ، وتزهر بالاحترام ، وتُثمر بالسكينة.

دعونا نعيد للزواج معناه ، للرؤية بريقها ، للمهر كرامته ، وللحب مقعده في الصف الأول .

فما خُلق الإنسان ليُباع أو يُشترى ، بل ليُحتَرم ويُختار بمحبة.

وحين تعد كروت الدعوة  لعقد القران يذكر اسم العريس ثلاثيا ومواهبه العلمية ويكتفى للعروس بصفة كريمة الثاني الاسم مخفي …. ؟

حرمان الطفولة من الفرحة ….؟

( دعوة خاصة بمناسبة فرح .. يرجى عدم اصطحاب الاطفال )

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications