يُعد مركز الزبيدات لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة بني وليد واحداً من أعرق المعالم التعليمية الدينية في المنطقة، حيث ظل لعقود طويلة مدرسة متكاملة خرجت أجيالاً من الحفّاظ والعلماء المتخصصين في علوم القرآن وتفسيره وتعليمه.
ورغم الظروف الصعبة وشظف العيش الذي عاشه أهالي المدينة في فترات سابقة، واصل المركز أداء رسالته التربوية والدينية، وكان له دور محوري في الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية، خاصة في أوقات غاب فيها الحضور الرسمي للمؤسسات التعليمية الحكومية.
ويعتمد المركز نظام الفترتين، الصباحية والمسائية، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب، وتنظيم أوقاتهم بما يتناسب مع ظروفهم الدراسية والأسرية، مما جعله مقصداً للعديد من الأسر الراغبة في تعليم أبنائها القرآن الكريم.
لكن القائمين على المركز يواجهون تحديات عدة، أبرزها ضعف متابعة بعض أولياء الأمور لأبنائهم، وهو ما يخلق فجوة في العملية التعليمية، إلى جانب صعوبات أخرى تتعلق بالإمكانات والدعم.
ورغم هذه التحديات، يواصل مشايخ المركز ومحفظوه عملهم بإصرار وإيمان راسخ بأهمية رسالتهم، ليبقى مركز الزبيدات منارة قرآنية تسهم في نشر العلم وترسيخ القيم الدينية والثقافية في نفوس الأجيال المتعاقبة.